للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سيرته فيهم فعُزل عنهم ثم أعيد، وكان عارفًا بأنساب الأشراف، كثير الطعن في كثيرٍ ممّن يدّعى الشرف، وقد رام الخلافة مرة، وكان يذكر أن أُمّه حسينية وقد ذكرنا نسبها، وأنَّ أُم أبيه من بني العباسي وهي صفية خاتون بنت الخليفة المستمسك بالله محمد بن الحاكم، وكان كثير المعاشرة للقبط وصار عارفًا بالسّعْى كثير الدهاء. مات في سادس عشر شوّال وقد جاوز الثمانين ممتَّعًا بسمعه وبصره.

وأصله من سِرْسِنِه (١) وتكسب بالشهادة مدة، وكان يتطاول إلى الخلافة مع جهلٍ مفرط وقلَّة ديانة.

١٧ - خليل بن عبد الله البابَرْتى (٢) الحنفى، الشيخ خير الدين، كان فاضلًا في مذهبه محبًا للحديث وأهله، مذاكرًا بالعربية كبير المروعة، وقد عُيّن لقضاء الحنفية مرة فلم يتم ذلك. ولى قضاء القدس في سنة ٨٤ [٧].

١٨ - رسول بن عبد الله القيصرى ثم الغزى، شهاب الدين الحنفى، قدم دمشق في حدود السبعين وهو فاضل، وسمع من ابن أميلة وابن حبيب، ثم ولى نيابة الحكم بدمشق في أول دولة الظاهر، ثم ولى قضاء غزة في أيام ابن جماعة وحصّل مالًا كثيرًا بعد فقرٍ شديد، ثم مات بدمشق في جمادى الآخرة وقدشا خ (٣).

١٩ - صَدَقة بن محمد بن حسن الأسعرْدي، كان من خواص ابن غراب وكان واسطة حسنةً عنده، وبنى تربة وجامعًا ومات في ربيع الآخر (٤) بمكة.


(١) في الضوء اللامع ج ٣ ص ١٢٣، ص ٢٨، وفى ك "سرسه" وقد وردت في مراصد الاطلاع ٢/ ٧٠٧ برسم "سرسن" وذكر أنها في أقصى بلاد الترك، هذا وقدور دفى لستر انج: بلدان الخلافة الشرقية؛ ص ٥١٨ بليدة قديمة اسمها "سرسندة".
(٢) في هـ "البابري"، وورد اسمه في ك "خليل بن عبد الله الباصرى"، راجع العيني: عقد الجمان، والضوء اللامع ٣/ ٧٥٦.
(٣) وردت بعد هذا في جميع نسخ الإنباء الترجمة التالية "شيخ زاده الخرزاتي. تقدم في التي قبلها، وقد حذفناها من هنا اكتفاء بورودها من قبل في هذا الجزء، ص ٣٣٥ ترجمة رقم ١١.
(٤) "ربيع الأول" في الضوء اللامع ٣/ ١٢١٢.