للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القدس مرتين في دولة الظاهر ومرتين في دولة النَّاصر، وكان يذاكر بالفقه ويشارك في غيره، وأول ما استقر في سنة ست فحضر تقليدَه قضاةُ الشام وقضاةُ مصر.

مات في هذه السنة من رُعب أصابه بسبب مالٍ طُلِب منه على سبيل القهر فاختفى عند إبراهيم بن الشيخ أبي بكر الموصلى (١) فمات مختفيًا رحمه الله تعالى. قال ابن حجى: "كان رئيسًا محتشمًا زكيًا فاضلًا، وهو آخر البيت السبكى. مات مختفيًا من الملك الناصر فرج".

٣٣ - عمر بن منصور بن سليمان بن سراج الدين القرمى الحنفى المعروف بالعجمي، ترافق هو وجمال الدين القيصرى فلما ولى جمال الدين حسبة القاهرة قرره في حسبة مصر ثم ولى هو حسبة القاهرة، ودرس بجامع ابن طولون في الفقه، وفي التفسير بالمنصورية وغير ذلك، وكان لشدّة صحبته لجمال الدين يُظَنّ أنه أخوه وليس كذلك، وكان حسن العشرةِ محمودَ المباشرةِ حسنَ الصلاةِ جميل الصورة مليحَ الشكل طلقَ المحيا، وكان يقال له "عُمَر فَلَقْ"، لأنه كان إذا أراد تأديبَ شخصٍ قال: "هاتوا فَلَق". مات في العشر الأول من جمادى الآخرة.

قال العينتابي: "كان يعرف بعض العلوم ولكنه كان عريض الدعوى، وكان ولي حسبة القاهرة في دولة منطاش فتأخر بسبب ذلك عند الملك الظاهر".

٣٤ - قطلوبغا الكركي أحد الأمراء الكبار في الدولة الناصرية، كان شابًّا حسنًا في دولة الظاهر، حفظ القرآن وكان يحسن القراءة بالألحان، وكان في زمن إمرته يحب العلماء ويجمعهم ويحسن إليهم ويتذاكرون عنده. توفى في شعبان وقد تقدم ذكره في مواضع من الحوادث.


(١) سترد ترجمته رقم ١ في وفيات سنة ٨١٤.