للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الخلعة والتقليد وابن الأَدمى القاضي الحنفي وجماعةً من الأُمراء فوصلوا إلى نوروز وأَعلموه بعدم قبول شيخ النيابة، وأَحضروا إليه التقليد والخلعة فرضِىَ بذلك وأَمَر بتزيين البلد، وكان قد نادى فى العسكر بالتجهيز ففترت همته بذلك، وكان نجم الدين ابن حجّي قد تغيّب فلم يصل صحبةَ المذكورين.

وفى ذي القعدة قدم نائب حلب تمر بغا المشطوب إلى دمشق لتأْكيد الاتفاق بينه وبين نوروز، وكان بلغ نوروز عنه أَنَّه مَالَأَ عليه نقدم ليظهر لنوروز كذب ما نُقل عنه فأَقام أُسبوعًا ورجع.

وفى أَوائل ذى الحجة حاصر جاهين -دويدار شيخ- صهيون فغلب عليها، وأرسل إلى دمشق بذلك فضُربت البشائر.

وفى هذه السنة استقر أرغون شاه النوروزى في الأُستادارية بدمشق ولم تزل تتنقل به الأَحوال حتى ولى الوزارة بالقاهرة في الدولة المؤيدية، ثم ولى الأستادارية بالقاهرة في الدولة الصالحية (١).

* * *

وفي سادس جمادي الأُولى توجّه السلطان بثياب جلوسه إلى بيت قَرَاقَجا وكان مريضًا فعاده، ثم توجّه إلى تربة والدته بين القصرين في مدرسة والده فزارها، وأَنعم على أَهل المدرسة ببلد أُنبوبة ليُزَاد خراجها فى معاليمهم وفرحوا بذلك واستمر (٢) بقية عمره، ثم توجّه إلى بيت رأْس نوبة الكبير وهو بالقرب من الجامع الأَزهر فدخل إليه، ثم توجه إلى بيت الحاجب الكبير كزل العجمي وهو بالقرب من باب البرقيّة فدخل إليه ثم صعد القلعة، وكان عَهْدُ الناس بَعُد بُعْدًا شديدًا من سلطان يفعل مثل هذا التبذّل، ولم يُعرف أن ذلك وقع لملك من ملوك مصر قبله؛ وقد تبِعَه على ذلك من جاءَ بعده.

* * *

وفيها قتل (٣) ذريب بن أَحمد بن عيسى الحرامى أَمير حلى والمدينة -التي بين مكة واليمن


(١) أمامها في هامش هـ "أي الصالح أحمد بن شيخ".
(٢) أي وقف أنبوبة وهي إمبابة الحالية.
(٣) أشار السخاوي: الضوء اللامع ٣/ ٨١٧ إلى أنه قتل سنة ٨١٧، ثم أشار، شرحه، ص ٢١٨ س ١ إلى أن ابن حجر أرخ قتله في حوادث سنة ٨١٠.