للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كاتِبَ السرّ والأُستادارَ فيما يفعل، فاتفقوا على أَن يقبض على علَّان وإِينال وسودون بقجة المغرب، ويركبَ الأُستادار إلى ظاهر العسكر ليقبض على مَن يفرّ من المماليك إلى جهة شيخ، فلَّما تفرَّقوا راسل الأُستادارُ المذكورين بما همَّ به السلطان فهربوا، ومنهم: تمراز وقرا يشبك وسودون وآخرون، فأَخْرج الناصر الكسوة في سادس صفر. ودخل دمشق في سابعه، وطَلب ابنَ الحسباني فاعتُقل وابن التبّاني فهرب، وأَطلق الناصر المسجونين بالصُّبَيْبَة، وقرّر بردبك في نيابة حماة عوضًا عن جانم، ونوروزَ في نيابة حلب ثم عُزل، وقرّر دمرداشي على حاله، وبكتمر جلَّق في نيابة الشام.

وفي نصف صفر وبعده قدم بكتمر جلق نائبُ طرابلس ودمرداش نائبُ حلب إلى النَّاصر.

وفي السادس عشر منه وجّه الناصر إلى قُرى المرجع والغُوطة وبلاد حوران وغيرها يطلب لشعير للعليق، وقرّر على كل ناحية قدرًا معيّنًا، فعظم الخطبُ على الناس في جبايته.

* * *

وفي العشرين من صفر ظفر جمال الدين بناصر الدين بن البارزي وكان قد اتَّصل بخدمة شيخ فولَّاه خطابة الجامع الأُمويّ وصرف الباعوني، فشكاه الباعوني لجمال الدين فأَحضره بيْن يديه وضربه ضربًا شديدًا واستعادَ منه معلوم الخطابة وأَمرَ باعتقاله، وكان السبب في ذلك أَن جمال الدين انتزع خطابة القدس من الباعوني لأَخيه شمس الدين البيري، فترامى عليه الباعوني فعوّضه بخطابة دمشق، فتعصّب جمالُ الدين يومئذٍ للباعوني بهذا السبب.

وفي ثاني عشري صفر أَمر جمالُ الدين بنقل شرف الدين محمد بن موسى بن محمد ابن الشهاب محمود وكان قد عمل كتابة السرّ بحلب، فحقَد عليه جمالُ الدين أَشياءَ أَضمرها في نفسه منه لما كان خاملا بحلب.