الدين البشيري في الوزارة؛ وأُضيف إلى تقي الدين بن أَبي شاكر نظر الديوان المفرد وأُستادارية الأَملاك والذخائر السلطانية عوضا عن أَحمد ابن أُخت جمال الدين.
ومن غريب ما اتفق في ذلك أنه كان ظفر من تركة بعض الأَكابر بحاصلٍ فيه ذهب وعلبةٍ مليئة بفصوص وجواهر نفيسة، فبَلغ السلطان ذلك فطلبه من الأَمير جمال الدين فأَنكره وأَودع ذلك عند جنديّ يقال له جلبان، فلما قُبض على جمال الدين وأُمِر بحمْل ما عنده من الأَموال ذكر أَن له عند جلبان وديعةً نحو عشر قفف ذهبًا، فطلع المذكور وتغلَّب عليه الخوف فأَحْضر الذهب والعلبة التي فيها الجواهر فانبسط الناصر، وبلغ جمال الدين ذلك فشق عليه مشقة عظيمة.
وفي أَواخر جمادى الأُولى استقر شهاب الدين أَحمد بن أَوحد الخادم بالخانقاه الناصريّة بسرياقوس في مشيختها عوضًا عن شرف الدين القليوبي بحكم وفاته.
وفي سابع جمادى الآخرة أُمسِك بلاط -أُحدُ المقدّمين- وكزل حاجب الحجاب وبُعثا إلى الإسكندرية للاعتقال، وقُرّر يلبغا الناصري في الحجوبية.
وفي تاسعه صُرف ابن شعبان عن الحسبة وأُعيد الطويل.
وفيه صُرف البرقي عن قضاءِ العسكر واستقرّ حاجيّ فقيه.
وفي حادي عشر جمادى الآخرة استقرّ علاءُ الدين الحلبي قاضي غزة في مشيخة بيبرس عوضًا عن شمس الدين البيرى أخي جمال الدّين بحُكْم سجنه بعناية فتح الله، واستقر نور الدين علي في تدريس الشافعي عوضا عنه بعناية قزدمر (١).
وفيه أَحضر الناصرُ الشيخَ شهاب الدين الزعيفريني وكان نُقل له عنه أَنه كتب ملحمة يزعم فيها أَن المُلْك يصل لجمال الدين ثم إلى ابنه أَحمد ونظم في ذلك قصيدة، فأَمر الناصر بقطع لسانه وبعْضِ عُقد أَصابعه اليمنى واعتُقل ثم أَفرج عنه، وأَقام بقية مدة
(١) في ك "قردم بضم القاف والدال وسكون الراء والميم".