للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

أو جمع الأحاديث المتعلقة بموضوع واحد من الموضوعات الجزئية على سبيل البسط والاستقصاء .. مثاله: جزء رفع اليدين في الصلاة، وجزء القراءة خلف الإمام، كلاهما للإمام البخاري .. وقد يفرد المحدثون أحاديث، فيجمعون طرقها في جزء، نحو طرق حديث قبض العلم، وغير ذلك.

[٧ - الكتب المصنفة في العلل]

قال المباركفوري: "وهي الكتب التي يجمع فيها الأحاديث المعللة مع بيان عللها". وقال النووي في التقريب: "ومن أحسنه تصنيفه معللا بأن يجمع في كل حديث أو باب طرقه واختلاف رواته". وقال السيوطي في تدريب الراوي:"فإن معرفة المعلل أجل أنواع الحديث والأولى جعله على الأبواب ليسهل تناوله". وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ: "وللساجي كتاب جليل في علل الحديث، يدل على تبحره في هذا الفن".

والكتب المصنفة في العلل بعضها غير مرتب كعلل علي بن المديني، وبعضها مرتب إما على المسانيد كعلل الدارقطني، وإما على الأبواب كعلل ابن أبي حاتم، وأبي بكر الخلال.

وما دونه الجهابذة المتقدمين، الذين تكلموا في علل الحديث الظاهرة أو الخفية. ممن عايش الحديث رواية ودراية، مثل علي ابن المديني، ويحيى بن مَعين، وأحمد بن حنبل، والبخاري، ومسلم، وأبي حاتم الرازي، وأَبي زُرعَة الرازي، وأبي داود، والتِّرمِذي، والنَّسَائي، والعُقيلي، وابن حبان، وابن عَدي، والدارقُطني، وغيرهم.

وهناك أنواع أخرى من المصنفات في الحديث مذكورة في موضعها من الكتب المختصة، كما في (الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة) للعلامة محمد بن جعفر الكتاني، (ومقدمة تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي) للعلامة محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري الهندي رحم الله الجميع.

خاتمة:

من خلال ما سبق يتبين لنا أن تدوين الحديث النبوي قد مر بمراحل منتظمة وأطوار متلاحقة، حققت حفظه وصانته من العبث والضياع، وكان لجمع الحديث وتدوينه أعظم الأثر في تسهيل الطريق للاجتهاد والاستنباط، وبهذا نعلم مقدار الجهد العظيم الذي بذله الأئمة في جمع السنة وتبويبها، حيث تركوا لنا تراثاً عظيماً في عشرات المصنفات والدواوين، حتى أصبحت هذه الأمة تمتلك أغنى تراث عرفته البشرية، فجزى الله أئمة الإسلام عنَّا خير الجزاء. وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

أ. د/ عبد المهدي عبد القادر

* * *

<<  <   >  >>