للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وللدلالة على زيادة الإيمان ونقصانه هناك نصوص كثيرة منها قوله تعالى: {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى} (١) {لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا} (٢) {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} (٣).

وإن دلت بعض النصوص على المعنى اللغوي فلا يمتنع أن تدل نصوص أخرى على المعنى الشرعي الشامل، فلا بد من الرجوع إلى المقصود به في الكتاب والسنة، مثل الصلاة، والزكاة، والحج، ومن المعروف أن لكل لفظ من هذه الألفاظ معنيين: معنى لغويا ومعنى شرعيا، بل إنما نشأ هذا النزاع في معنى الإيمان عند أهل الكلام لالتزامهم ببعض مقدمات سابقة مثل قولهم: إن الإيمان كل لا يتجزأ إذا زال جزء منه زال باقيه، وقولهم: إنه لا يجتمع عند الإنسان طاعة ومعصية، غير ذلك من المقدمات الكلامية، ولقد ناقشهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في هذا الباب في مؤلفاته العديدة، وأبطل جميع المقدمات (٤).

هذه بعض الملامح التي تمتاز بها الماتريدية والأشعرية، والتي اتخذتها منهجا لتلقي العقيدة، ولا يخفى على القارئ أن فيها مخالفات للمنهج السني الذي كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، وإن علماء الأشاعرة والماتريدية في الهند مع ما فيهم من المخلفات في المنهج قد قاوموا الاستشراق، ودافعوا عن الإسلام، ولكن هذه المخالفات نفسها كانت مداخل للمستشرقين لبث


(١) سورة الكهف: ١٣.
(٢) سورة المدثر: ٣١.
(٣) سورة الأنفال: ٢.
(٤) ينظر كتاب الإيمان لابن تيمية ص: ١١٥، ١٨٩ - ٣٣٧، ٢٣٩ - ٣٨٧، ومجموع الفتاوى لابن تيمية ٢/ ٩٤، ٧/ ٥٠٩ - ٥٥٠، ١٣/ ٤٨ - ٥٠، ١٨/ ٢٧٠ - ٢٧٦، والاستقامة لابن تيمية ١/ ٤٣٠.