للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أولا: التسليم لما جاء به الوحي مع إعطاء العقل دوره الحقيقي وعدم الخوض في الأمور الغيبية مما لا مجال للعقل فيه (١).

يقول الإمام الشاطبي رحمه الله: "إن الله تعالى جعل للعقول في إدراكها حدّا تنتهي إليه لا تتعداه ولم يجعل لها سبيلا إلى الإدراك في كل مطلوب، ولو كانت كذلك لاستوت مع الباري تعالى في إدراك جميع ما كان وما يكون وما لا يكون، إذ لو كان كيف كان يكون فمعلومات الله لا تتناهي ومعلومات العبد متناهية والمتناهي لا يساوي ما لا يتناهي" اهـ (٢).

ثانيا: "وجوب تقديم النقل على العقل عند توهم التعارض وإلّا ففي الحقيقة والواقع لا يمكن أن يتعارض النقل الصحيح مع العقل الصريح" (٣).

يقول الإمام الشاطبي رحمه الله: "إذا تعارض النقل والعقل في المسائل الشرعية، فعلى شرط أن يتقدم النقل، فيكون متبوعا، ويتأخر العقل فيكون تابعا، فلا يسرح العقل في مجال النظر (كما في الغيبيات) إلا بقدر ما يسرحه النقل" اهـ (٤).


(١) ينظر موقف ابن تيمية من الأشاعرة لـ د. عبد الرحمن المحمود ١/ ٦٩.
(٢) الاعتصام للشاطبي تعريف محمد رشيد رضا مطبعة السعادة مصر: ٢/ ٣١٨.
(٣) موقف ابن تيمية من الأشاعرة لـ د. عبد الرحمن المحمود ١/ ٥٤.
(٤) ينظر الموافقات في أصول الشريعة لأبي إسحاق الشاطبي المكتبة التجارية مصر: ١/ ٨٧.