للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[١ - منهج نظرية الاستعلاء العنصري]

عنصر الاستعلاء والتفرقة العنصرية ظاهر في اتجاه غالبية المستشرقين، وتتصل هذه النظرية بالفكر الغربي منذ المرحلة اليونانية والرومانية التي دافع عنها فيلسوفان كبيران هما أرسطو وأفلاطون، وقد كان الإغريق القدامى يعتبرون كل ما عداهم برابرة، حيث قال أرسطو: "جماعات معينة تولد حرة بالطبيعة وأخرى تولد لكي تكون مستعبدة" اهـ (١) ثم تطورت هذه التفرقة العنصرية عند الغرب في العصر الحديث، حتى قال قائلهم: "الغرب غرب والشرق شرق لا يلتقيان أبدًا"، ومن ثم ادعوا أنهم أصحاب الحضارة المثالية، وآمنو إيمانا جازما بأن طبيعة الغرب وديانتهم الممثلة في اليهودية والنصرانية سببان للتقدم، وممن اتجه هذا الاتجاه العنصري "اللورد مكالي" (٢) الذي وضع أسسًا أمكن بها ترويج الفكر الغربي بين أبناء المسلمين بالهند (٣).

[٢ - منهج الجدل اللاهوتي]

إن التأثر بالخلفية الدينية للجدل اللاهوتي في العصور الوسطى مازال باقيًا مهما تغير أسلوب المستشرق، بل إن بعضهم كان صريحًا بهذا الجدل حيث طبق مقاييس الديانة النصرانية على الإسلام وأطلق مصطلحات مسيحية على النظريات الإسلامية مثل قولهم: "الدين المحمدي" قياسًا على الدين المسيحي، وبعضهم يجعل المسيح مقياسًا وهو لم يتزوج وهكذا أن يكون الرسول، ولكن محمد صلى الله عليه وسلم قد تزوج، وعيسى عليه السلام لم يمارس الحرب ومحمد صلى الله عليه وسلم قد


(١) ينظر أخطاء المنهج الوافد الغربي لـ لأنور جندي ١٨٢.
(٢) سبقت ترجمته في المقدمة ينظر ص: ٧.
(٣) راجع أثر الفكر الغربي ١٣٦.