أما السيد فقد صرح في عبارأته بأنه متمسك بنظرية الداروين من أن الإنسان كان جُرثومة لما خلق، فكتب موضوعا بعنوان:(آدم كي سر كزشت) قصة آدم وذكر حكايته بلسانه، فبدأ فيه بسؤال لآدم من أبنائه:"من أنت؟ وما اسمك؟ (فأجاب آدم) لا أدري من أنا؟ ولكن اسمي آدم. (ثم قيل له) ما هي المراحل التي مررت بها؟ (قال): وَجدتُ نفسي في هذه الدنيا، ولكنّني لا أدري من خلقني؟ ..... (حتى قال): لما خرجت من الأرض لم أكن على هذه الصورة التي عليها الآن، وبالتدريج حصلت لي هذه الصورة التي ترونها، وإذا رأيتم تلك الهيئة التي كنت عليها عندما خلقتُ من الأرض لتعجبتم واستغربتم، كنت جرثومة أمتن من الشعر وأصغر من حبة خردل، وكل صفة من حسن وجمال وعقل وكمال كانت مختفية فيها، كما تكون أثمار الشجرة وأزهارها وأغصانها مختفية في نواتها" اهـ (١).
وإن اختلف الرجلان في تعبيرهما فقد اتفقا في إنكارهما لحقيقة آدم عليه السلام وأبوَّته للبشر ونبوَّته لهم قبل الاختلاف، إذن تتعين الشبهة كالآتي: إن شخصية آدم لم تكن حقيقة إنما هو خيال تخيله البشر.
[تفنيد الشبهة]
[شبهة أن شخصية آدم لم تكن حقيقة إنما هو خيال تخيله البشر.]
وللرد على هذه الفرية نقول:
أولا: قد خالف السيد وإقبال ومن ذهب مذهبهما إجماع الشرائع السماوية كلها على كون آدم أبا للبشرية كلها، وأيدا النظرية الداروينية التي تقول: إن بداية الإنسان كانت جرثومة من جراثيم حية تطورت من حال إلى حال تحت تأثير عوامل طبيعية، وهذا يكفي ضلالة وانحرافا عن جادة الطريق.
(١) مقالات سير سيد ص: ٢١٧ - ٢١٨ المقال يحتوي على ١٨ صفحة تقريبا ص: ٢١٦ - ٢٣٤.