للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} (١)، وإنما جاء القرآن لدعوتهم إلى توحيد الألوهية، وجعل توحيد الربوبية المقرر عندهم دليلا على توحيد الألوهية (٢).

[٨ - إخراج العمل عن مسمى الإيمان والقول بعدم زيادته ونقصانه]

قد خالفت الماتريدية والأشعرية منهج السلف في باب الإيمان في عدة أمور، ومالوا فيها إلى مذاهب المرجئة، ومن أهمها: قولهم بأن الإيمان هو التصديق أو المعرفة فقط، وأنه لا يزيد بالطاعات ولا ينقص بالمعاصي، وأن العبادات لا تدخل في مسمى الإيمان. (٣)

قال البزدوي رحمه الله وهو يدافع عن مذهبه في باب الإيمان: "أصحاب الحديث يجعلون العبادات من الإيمان، فيتصور الزيادة والنقصان عندهم، ونحن لا نجعل إلا تبعا، وبفوات التبع لا ينتقص ذات الشيء كفوات القرن من الشاة والثور والظبي، إنما ينتقص بفوت بعضه وهم أخطأوا فيما قالوا، فإنهم وافقونا إنها منه تبعا حتى صح الإيمان بدونها، وبفوات التبع لا ينتقص الشيء بل يزداد


(١) سورة لقمان: ٢٥.
(٢) ينظر شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العزص: ٢٨، ٤٢.
(٣) ينظر كتاب التوحيد للماتريدي ص: ٣٣٢، ٣٧٣ - ٣٧٧، والبداية من الكافية للصابوني ص: ١٥٢ - ١٥٥، وشرح العقائد النسفية للتفتازاني ص: ١٠٦ - ١١٠٨، ١١٩، ١٢٣ - ١٢٨، وأصول الدين للبزدوي ص: ١٥٣، شرح المقاصد للتفتازاني ٥/ ١٧٦، وشرح الفقه الأكبر منسوب للماتريدي، دائرة المعارف الإسلامية الهند، ط/٣، ١٤٠٠ هـ - ١٩٨٠ م ص: ٢٠٨ - ٢١٢، والتمهيد لقواعد التوحيد لأبي المعين النسفي دار الكتب المصرية برقم ٨٦٦/ ١ كلام، ص: ٢٦/ ب، والعمدة لحافظ النسفي (عمدة الاعتقاد مخطوط دار الكتب المصرية برقم ٧١١/ ١٦٩/٠٠: توحيد) ص: ١٧/أ.