للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

* إن البعض الذين تأثروا بالمنهج الاستشراقي كانوا جبالا في شهرتهم، وأساطين الثقافة في مجتمعاتهم، لهم خدمات لا تنكر في مجال العلم والمعرفة، فكان الاستشراق حاذقا في اختيارهم ليتم هدفه في تأثيرهم في نفوس المسلمين.

* هم رجال لا نشك في نياتهم أرادوا الخير لشعبهم، واستخدموا للدفاع عن الإسلام جميع الوسائل المتاحة لهم إلا وسيلة واحدة هو المنهج السني الصحيح في العقيدة، فسقطوا فريسة أمام المنهجية الاستشراقية الغربية الوافدة.

* إن الخلل في المنهج التأصيلي كان من أهم مداخل المستشرقين لبث شبهاتهم، فتمكنوا من إحلال مناهج جديدة عما هو موجود لدى المسلمين في الهند كي تؤتي نتائجها المقصودة في إضعاف الإيمان عند المسلمين.

[رابعا: ما هي الآثار التي تركها المنهج الجديد على المسائل العقدية؟]

* إن المنهج الجديد بشتى أنواعه أثر على كل مسالة من المسائل العقدية بداية من توحيد الباري تعالى إلى نزع السلطة التشريعية عن صاحبها صلى الله عليه وسلم، فأنكر من تأثر منهم حقيقة أصل الإنسان، والجنة، والنار، والملائكة، والجن، والشياطين.

* إن المستشرقين لم يأتوا بشيء جديد إنما رددّوا تلك الشبهات القديمة في قالب جديد، لأن الشبه المثارة حول العقيدة الإسلامية فقد أشار إليها القرآن مع الرد عليها، وعلى ذلك يمكن القول بأن المستشرقين والمتأثرين بهم رددوا تلك الشبهات نفسها، وضخموها دون الإشارة إلى تفنيد القرآن لها.

* إن منهج الأثر والتأثر قد عمل عمله عند المستشرقين وعند المستغربين سواء بسواء، لأن المستشرقين قد أخذوا شبهاتهم من أصحاب الفرق الضالة، بل من المستغربين أنفسهم، لأن التتبع الزمني في البحث قد أسفر أن بعض المستشرقين المذكورين في البحث قد جاؤوا بعد بعض المستغربين أنفسهم.