للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النطفةَ والرحمَ، وهذه القوى هي التي تسأل الله بلسانها الحالي أي رب ذكر أو أنثى ... " اهـ (١).

وأضاف قائلا: "وإن قيل إنه يستلزم من هذا التأويل إنكار الوجود المستقل للملائكة الذي ورد ذكره في النصوص فنقول: إن التعبيرات التي وردت في النصوص هي ألفاظ لإفهام عامة الناس إذ كانت رسالات الأنبياء للعامة والخاصة.

وأما الأحاديث التي رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك لا تطمئن إليها النفوس بل تنكر أن تكون هي نفسها ألفاظ النبي صلى الله عليه وسلم، ولو افترضنا أنها ألفاظه، لا يستلزم من ذلك إطلاق هذه الكلمات على حقيقتها بل هي استعارات وتمثيلات" اهـ (٢).

وقال شبلي النعماني: "إن الملائكة موجودة إلا أن لفظة الملائكة قد تطلق على الملكات النبوية والملكات البشرية أيضًا" اهـ (٣).

[تحليل العبارة وتعيين الشبهة]

سبق أن ذكرنا موقف سيد أحمد خان من عالم الغيب في المبحث الماضي بأنه يعتقد بأن ما يوجد في الغيب هو شيء معنوي، وهنا يتضح موقفه جليًا عند التفصيل حيث ينكر عالم الملائكة من كونه وجودا خارجيا مستقلا، فيعتقد بأن الملائكة هي قوى أو ملكات مُودَعة هذا الكون، وأما شبلي فموقفه لا يبتعد كثيرا من موقف السيد إذ أجاز إطلاق لفظ الملائكة على الملكات البشرية والنبوية.

وقد استند السيد فيما قاله عن الملائكة إلى محي الدين ابن عربي وأتباعه، وهذا أسلوب من أساليب المستشرقين، فيركنون إلى آراء المنحرفين في الإسلام، فيبرزونها


(١) مقالات للسيد: ص: ١٣٢.
(٢) ينظر مقالات للسيد ١٣٢ - ١٣٥.
(٣) الاعتقاد للشبلي دار المصنفين، أعظمكره ص: ٩، وينظر موج كوثر لمحمد إكرام ص: ٢٢٢ - ٢٢٣.