للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لأهداف يريدونها، ومن هذه الأهداف: بث هذه الآراء في صفوف المسلمين فيرفعون من شأنها ويمدحون أصحابها.

وقد دافع عن السيد تلميذه الوفي مهدي علي -رغم كونه لم يعتقد (١) في صحة هذه الأقوال- فقال "إذا أنكر السيد الوجود الخارجي للملائكة فقد أنكره بعض حكماء الإسلام وله أسوة في ذلك، وفيما يلي ننقل بعض أقوالهم حتى يتبين أن العلماء الأقدمين أنكروا الوجود الخارجي لحملة العرش الأعلى وجبريل وعزرائيل ومنكر نكير ورضوان ومالك والحور والغلمان، واعتبروا بعضها كواكب ثابتة وبعضها أرواح السيارات السبع، ومن هذه الأقوال:

قال صاحب رسائل إخوان الصفا (٢): "اعلم يا أخي إن الملائكة الحافين بالعرش هم حملة العرش، وهى الكواكب الثابتة الحافون بالفلك التاسع من داخله .... وتنبعث من جرم الشمس قوة روحانية في جميع العالم وتسمي الفلاسفة هذه القوة وما انبث منها في العالم بروحانيات الشمس ويسمي الناموس هذه القوة ملكًا ذا جنود وأعوان، وإسرافيل منهم صاحب الصور، وهكذا ينبث من جرم زحلَ قوة روحانية، تسري في جميع العالم وتسمي الفلاسفة هذه القوة روحانيات زحل، والناموس يسميها ملكًا ذا جنود وأعوان، وملك الموت منهم، ومنكر ونكير أيضًا وهكذا ينبث من جرم المريخ قوة روحانية تسري في العالم وتسمي الفلاسفة هذه القوة وما ينبث منها من الأفعال في العالم روحانيات المريخ، ويسميها الناموس ملكًا ذا جنود وأعوان وجبريل منهم ومالك الغضبان وخزنة جهنم أجمعون، وهكذا ينبث عن جرم المشتري قوة روحانية تسري في جميع العالم، وتسمي الفلاسفة هذه القوة وما ينبث من أفعالها روحانيات المشتري ويسميها الناموس ملكًا ذا جنود وأعوان ورضوان خازن الجنان منهم، وهكذا ينبعث من جرم الزهرة قوة روحانية وتسمي الفلاسفة هذه القوة وما يتفرع


(١) لأنه قال بعد قليل "ولا يظن ظان أنني أوافق السيد فيما كتبه، وسأبرز رأيي في هذه الأمور عندما أناقش السيد في تفسيره للقرآن الكريم. (تهذيب الأخلاق: ١/ ٣٣٠).
(٢) كتبها أحمد بن عبد الله ينظر للتفصيل عن كتّاب هذه الرسائل. ص: ٦٣٢ في هذا البحث.