للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اعتماده على المنهج العقلاني حتى وصفه البعض بأنه معتزلي، وهناك علماء آخرون وإن لم يكن ارتباطهم بمدرسة دار العلوم ندوة العلماء قويا، لكنهم نهجوا منهج الشبلي النعماني في الرد على مزاعم المستشرقين، ونتيجة للمنهج العقلاني الفلسفي قد تأثروا بالاستشراق تأثرا جزئيا، وأشار الباحث إلى مواطن التأثر ضمن مسائل البحث.

[النموذج الثالث]

وهناك مدارس ومفكرون لعبت بهم مناهج المستشرقين وتأثيراتهم إلى حد كبير، فتأثروا تأترا كاملا وأخص منهم بالذكر السير سيد أحمد خان وجراغ علي (١) وأمير علي، ولهم مناهج خاصة بهم مأخوذة من المناهج الاستشراقية الغربية ولا بأس أن نذكر شيئا يسيرا منها:

[(أ) منهج السير سيد أحمد خان]

قد انطلق السير سيد من منطلق المنهج العقلاني، وحاول إخضاع العقائد الإسلامية للكشوفات العلمية الحديثة، واعتبر الدين معيارا لبث الأخلاق العالية في الإنسان لأنها عنده من أصول الدين، فالدين عنده إنساني أكثر منه إلهي، وكذلك استخدم المنهج التاريخي التطوري الارتقائي المتأثر بالمنهج الماركسي لتفسير بعض الأحداث المرتبطة بالعقيدة مثل خلق آدم، وقال بتطور الوحي، ونهج منهج العلة والمعلول وآمن بحتمية قوانين الفطرة في أفعال الله، وأنكر كل حدث يخالف هذا النظام ولم يستثن منه المعجزات أيضا، وأعتمد في دراسته لمصادر العقيدة الإسلامية على منهج الأثر التاريخي وقال إن امتداد الزمن قد أوجد أحاديث وروايات موهومة لا حقيقة لها في الوجود، واستعمل المنهج العقلاني في معرفة الحسن والقبح، ونهج منهج مقارنة


(١) هكذا يكتب جراغ علي بالجيم المثلثة وينظر لتفصيل ذلك ص: ٥٧٣ في هذا البحث.

<<  <  ج: ص:  >  >>