للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بعد أن نقل إقبال عبارة ادنجتون ذكر النتيجة التي وصل إليها العالم المذكور فقال: "أفنكون مسرفين إذن إذا قلنا: إن العقل في سعيه وراء"الدوام" قد خلق عالم الطبيعات؟ (١).

ثم قال إقبال: "فالعالم بكافة جزئياته من الحركة الإلهية فيما نسميه ذرة من المادة حركة الفكر الإنساني الطليق من كل قيد، كل أولئك ما هو إلا تجلّي الإلهية العظمى أو العلي الأعلى، وكل ذرة من ذرات القوة الإلهية، هي روح أو ذات مهما ضؤلت في ميزان الوجود، على أن هناك درجات في تجلي الروحية أو الذاتية وتجلي هذه الروحية يرتقي في سُلّم الوجود درجة درجة إلى أن يبلغ كماله في الإنسان، وهذا السر في تصريح القرآن أن الله أو الذات القصوى أقرب إلى الإنسان من حبل الوريد، ونحن كاللؤلؤ نحيى ونتحرك ونكتسب الوجود من فيض الوجود الإلهي الدائم (٢).

[تحليل العبارة وتعيين الشبهة]

بدأ إقبال في العبارات السابقة يشرح وحدانية الله عز وجل، وكان مما ينبغي له أن يرجع إلى تفسير القرآن الكريم في شرح آياته، ولكن سمي الوحدانية بالفردية، وهو اصطلاح فلسفي، وبحث عن معناها، عند الفيلسوف برجسون (Bergson).

فلا غبار على هذا البحث لبيان شهادة الغير على معنى الفردية التي قد بينها القرآن، ولكنه لم يكتف بهذا القدر من الأخذ عن الفلاسفة والمستشرقين بل أثار تساؤلات حول فردية الذات الإلهية ومن بين هذه التساؤلات قوله:

"هل العالم يواجه الذات الإلهية بوصف كونهه "غيرًا" لها وبينهما فراغ مكاني يتوسط بين الذات وبين هذا الغير؟ " اهـ (٣).


(١) تشكيل جديد لإقبال ص: ١٠٢.
(٢) المرجع السابق: ص: ١٠٩ - ١١٠.
(٣) المرجع السابق: ص ١٠٠.