للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[٢ - زعمهم بأن الرسول كتم الدين عن الأئمة وترك الدين غير كامل]

قال صاحب مصابيح الأصول: "كان الكتاب العزيز مكتفلًا بالقواعد العامة دون الدخول في تفصيلاتها احتاجوا (١) إلى سنة النبي (صلى الله عليه وسلم) .... والسنة لم يكتمل بها التشريع! ! لأن كثيرًا من الحوادث المستجدة لم تكن على عهده -عليه الصلاة والسلام- احتاجوا أن يدخر علمها عند أوصيائه ليؤدوها عند أوقاتها" اهـ (٢).

وقال آيتهم شهاب الدين النجفي: "إن النبي صلى الله عليه وسلم ضاقت عليه الفرصة ولم يسعه المجال لتعليم جميع أحكام الدين .... وقد قدم الاستغلال بالحروب على التمحص ببيان تفاصيل الأحكام .... لا سيما مع عدم كتابة استعداد الناس في زمنه لتلقي جميع ما يحتاج إليه طوال قرون" اهـ (٣).

[٣ - إن للأئمة حق التشريع والتحليل والتحريم]

يروى عن أبى جعفر أنه قال: "من أحللنا له شيئًا أصابه من أعمال الظالمين فهو حلال، لأن الأئمة منا مفوض إليهم فما أحلّوا فهو حلال، وما حرموا فهو حرام" اهـ (٤).

هذه بعض ملامح المنهج الشيعي والتي نراها معا لم رئيسة لما قامت عليه مذاهب الشيعة عامة ومذهب الاثنى عشري خاصة، إلا أن المتتبع لكتابات الشيعة يجد صعوبة


(١) هذا بعينه ما تفوه به أعداء الإسلام من المستشرقين وغيرهم عندما بينوا أسباب تطور التشريع الإسلامي، فذكروا أن الإسلام كلما تقدم من حيث الزمن والحاجة أوجد المسلمون دليلا من أدلة التشريع: القرآن ثم السنة ثم الإجماع ثم القياس.
(٢) مصابيح الأصول لعلاء الدين بحر العلوم، تقرير الدرس الخوائي، المكتبة الإسلامية طهران ص: ٤.
(٣) حاشية إحقاق الحق وإزهاق الباطل لنور الله الحسيني المرعشي تعليق شهاب الدين النجفي، المطبعة الإسلامية طهران ٢/ ٢٨٨ - ٢٨٩.
(٤) الاختصاص للمقيد محمد النعمان، مؤسسة الأعلمي بيروت ط / ٢ - ١٣٩٩ هـ ص: ٣٣٠ وينظر بحار الأنوار: ٢٥/ ٣٣٤.