للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منهجيته الجديدة في حتمية القانون الطبيعي، وقلده القادياني ليدّعي بأنه مسيح موعود.

وهكذا المستشرقون يختارون أقوالا شاذة لتخدم أغراضهم وتبلغهم مراميهم، وإن كان هذا الانحراف في المنهج قد يؤديهم إلى الهلاك والدمار، فاختار السيد مذهب الإنكار هذا في كثير من المسائل مثل الجنة والنار والجن والشياطين والمعجزات خاصة، بل في الغيبيات عامة إلّا أنه شق عليه إنشاء دين جديد، فجاء القادياني وأتم مصيره فأنشأ دينا جديدا فَسُمِّيَتْ "القاديانية".

إن الشبهة كما ظهرت عند تحليل العبارات السابقة هي: أن عيسى عليه السلام توفي وفاة عادية كغيره من الناس ولم يرفع حيا إلي السماء.

[تفنيد الشبهة]

[شبهة أن عيسى علية السلام لم يرفع حيا إلى السماء.]

أولا: مما لا شك فيه أن مسألة وفاة المسبح ورفعه إلى السماء من المسائل التي اختلف فيها أهل القبلة كما بينا ذلك في بداية هذا المبحث، ولكن الذي عليه جمهور الأمة هو أن المسيح رفع إلى السماء جسدا وروحا، وسيعود إلى الدنيا عند قرب قيام الساعة، فهذا اعتقاد أهل السنة الجماعة، وهو أوسط الأقوال وأجمعها.

وذلك لأن الرفع إذا لم يكن حقيقيا وهو الرفع بالجسم والروح، فلا اختصاص بالرفع لعيسى، والله يرفع مكان جميع الأنبياء (١).

قال تعالى: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (١٥٧) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} (٢).


(١) ينظر اليهودية والمسيحية للدكتور الأعظمي ص: ٢٦٠.
(٢) سورة النساء: ١٥٧.