للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا} فيه نفي القتل والموت، {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} فيه رفع الجسد والروح، لأنه إذا كان الرفع بمعنى رفع الدرجات فأين المخالفة من قول اليهود بأنهم قتلوه وكلمة "بل" تقتضي خلاف ما سبق، إذا كان الرفع رفع الدرجات فما معنى لصلة "إليه" هل هي ملغاة؟ (١).

ثانيا: إننا نتساءل هنا إذا كان الرفع الحقيقي هو الراجح فلماذا هذا الإصرار من السيد وأتباعه على إنكار الرفع الحقيقي، أليس هذا يدل دلالة واضحة أنه قد أصر على هذا الإنكار لهدف يريده، إذ أننا لم نجد أحدا من المتقدمين والمتأخرين أنكر الرفع الحقيقي إلّا لغرض في نفسه فمثلا:

من المتقدمين الإمام الرازي قد أنكر الرفع الحقيقي لكيلا يتعارض هذا المعنى مذهبه في إنكار جهة العلو لله تعالى لأنه يؤدي إلى إثبات المكان، كما صرح ذلك في قوله: "إنه يمتنع كونه تعالى في المكان فوجب حمل اللفظ على التأويل وهو من وجوه .... " اهـ (٢) ثم بدأ يتكلف بالتأويلات.

وهكذا اختار السيد هذا المذهب لهدف وهو أن لا يتعارض مع منهجيته الجديدة في حتمية القانون الطبيعي، وقلده ميرزا القادياني في هذا لغرض أراده من ورائه فهو الادعاء بأنه هو المسيح الموعود.


(١) ينظر تفسير ثنائي للشيخ ثناء الله ص: ٧٣٩.
(٢) التفسير الكبير للرازي: ٨/ ٦١.