للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ثانيا: منهجهم في الاستدلال بالسنة]

كلمة السنة أو الحديث عندما يطلقها الشيعة لا يريدون بها السنة المعروفة عند أهل السنة. والتي هى روايات عن النبي صلى الله عليه وسلم قولًا وفعلًا وتقريرًا. بل يعنون بالسنة الرواية عن أحد أئمتهم الاثني عشر، ويعتقدون أنه لا فرق بين ما يروونه عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن أحد أئمتهم.

والكتب الرئيسية التى تعتبر مصادر الأخبار عند الاثنى عشرية هي ثمانية يسمونها الجوامع الثمانية. أول هذه المصادر وأصحها عند هم الكافي: لمحمد بن يعقوب الكُلينى (ت: ٣٢٩ هـ) ثم كتاب من لا يحضره الفقيه لمحمد بن بابويه القُمِّي (ت: ٣٨١ هـ) ثم تهذيب الأحكام والاستبصار كلاهما لأبى جعفر محمد بن الحسن الطوسي (ت: ٣٦٠ هـ) ثم الوافي لمحمد بن مرتضى المعروف بملا محسن الفيض الكاشاني (ت: ١٠٩١ هـ)، وبحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار لمحمد باقر المجلسي (ت: ١١١٠ هـ)، ووسائل الشيعة إلى تحصيل الشريعة لمحمد الحسن الحرّ العاملي (ت: ١١٠٤ هـ)، ومستدرك الوسائل لحسين النوري الطبرسي (ت: ١٣٢٠ هـ) (١).

[١ - كتب الحديث موضع التداول السري عندهم.]

قد جاء في أصول الكافي ما يفيد أن كتب الحديث عند هم كانت موضع التداول السري بينهم ولهذا لم تكن متصلة السند لسبب ظروف التقية.

يقول صاحب الكافي: "إن مشايخنا رووا عن أبى جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام، وكانت التقية شديدة فكتموا كتبهم، ولم يرووا عنهم، فلما ماتوا صارت الكتب إلينا ... (قال أحد الأئمة) حدّثوا بها فإنها حق" اهـ (٢).


(١) ينظر مقدمة أصول الكافي الكليني لـ د. حسين على محفوظ ١/ ٥ - ٦.
(٢) أصول الكافي للكيني (كتاب فضل العلم باب رواية الكتب والحديث) ١/ ٥٣.