للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[القاعدة الأولى: الإيمان بجميع نصوص الكتاب والسنة]

وقد أسس شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لهذه القاعدة بقوله: "إن ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم عن ربه فإنه يجب الإيمان به سواء عرفنا معناه أو لم نعرفه، لأنه الصادق المصدوق، فما جاء في الكتاب والسنة وجب على كل مؤمن الإيمان به، وإن لم يفهم معناه، وكذلك ما ثبت باتفاق سلف الأمة وأئمتها، مع أن هذا الباب (مسائل الاعتقادات) يوجد عامة منصوصا في الكتاب والسنة، متفقا عليه بين سلف الأمة" اهـ (١).

ودلالة ذلك قول الله تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} (٢).

قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله: "يعني بذلك جل ثناؤه: صدق الرسول -يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقرّ- {بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ}، يعني بما أوحي إليه من ربه من الكتاب، وما فيه من حلال وحرام، ووعد ووعيد، وأمر ونهي، وغير ذلك من سائر ما فيه من المعاني التي حواها. . . . . وصدّق المؤمنون أيضا مع نبيهم بالله وملائكته وكتبه ورسله" اهـ (٣).

ومما أنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم سنته الثابتة الصحيحة لقول الله تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (٤) ولقوله عليه الصلاة والسلام: ". . . ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه. . . " اهـ (٥)


(١) مجموع فتاوى ابن تيمية جمع وترتيب عبد الرحمن بن محمد النجدي ٣/ ٤١.
(٢) سورة البقرة: ٢٨٥
(٣) جامع البيان في تأويل القرآن للطبري دار الفكر، ١٤٠٥ هـ -١٩٨٤ م، ٣/ ١٥١ - ١٥٢.
(٤) سورة النجم: ٣، ٤.
(٥) سنن أبي داود دار الدعوة استنبول ١٤٠١ هـ - ١٩٨١ م، ٥/ ١٠، ١٢ (٤٦٠٤) كتاب السنة باب لزوم السنة، صححه الألباني (مشكاة المصابيح ١/ ٥٧, ٥٨ كتاب الإيمان باب الاعتصام بالكتاب والسنة).