للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والجان، في هذه الرسالة (١) وإنما قصدنا في هذه الرسالة الجنَّ الذي جاء ذكره بمقابل الإنس، أو الجن المزعوم والمظنون الباطل الذي كان في العرب" اهـ (٢).

فثبت بهذا كله أن السيد كان ينكر الجن ويقرّ الشيطان بأنه قوى بهيمية، كما يقرّ الملائكة بأنها قوى ملكوتية، ويذهب في هذا مذهب الفلاسفة اليونان عامة كما زعمت طائفة من الفلاسفة، أن المراد بالجن نوازع الشر في النفس الإنسانية وقواها الخبيثة كما أن المراد بالملائكة نوازع الخير فيها اهـ" اهـ (٣).

ثالثًا: تمجيد الشيطان ورفعه فوق منزلته:

أما قول إقبال عن الشيطان: إنه كشوكة ينغرس في قلب الرب وقوله أن ابن آدم قبضة من تراب يكفيه في إحراقه جمرة من النار، هذه الأقوال في كلامه الشعري ليست شبهات إنما هي سقطات من سقطات اللسان، ينبغي التحرز منها، ولم يفصح إقبال عن موقفه من الجنّ والشيطان إلا أنه وافق السيد في قوله: إن قصة آدم مع إبليس تمثيل ليس حقيقة، وفي هذا التمثيل على حد زعمه إبليس كفريق من الفرقاء الأربعة.

فتمكن الشبهة في ثلاث نقاط:

- إنكار عالم الجن بكامله، وتأويله إلى أنه إنس في الجبال.

- تأويل إبليس إلى أنه قوى بهيمية.


(١) يريد به رسالة "تفسير الجن والجان على ما في القرآن".
(٢) تفسير الجان للسيد ص: ٣.
(٣) مجموع الفتاوى لابن تيمية: ٤/ ٣٤٦.