للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان قديمًا ينظر إلى الموجودات بنظرة آحادية، ويدرس كل كائن على حدة، حتى ظهرت نظرية نيوتن (Newton) وتبينت أن هناك ارتباطا وثيقًا بين الموجودات ويسمى هذا الارتباط بقانون الفطرة، وهذا القانون لا يخلق شيئًا ولا يربى شيئًا، إنما يُبقي كل كائن على ما خلق عليه، ولا هو عمل ولا قوة، إنما هو أسلوبُ عملٍ، مثلًا: قانون الجذب أو المغناطيس هو أسلوب عملية الجذب وهو لا يلقى ضوءًا على الجذب، فإن نيوتن لم يكتشف قوة الجذب، إنما اكتشف قانون الجذب وهو لا يدرى بداية قوة الكشف ولا خاصيته ولا سببه (١).

هذا عند فلاسفة الغرب المعاصرين أما معناها عند الفلاسفة القدامى: فقال أفلاطون: "إن في العالم طبيعة عامة تجمع الكل وفي كل واحد من المركبات طبيعة خاصة، وحد الطبيعة: إنها مبدأ الحركة والسكون في الأشياء (أي مبدأ التغيير) وهو قوة سارية في الموجودات كلها، تُكَوَّنُ بها السكنات والحركات" اهـ (٢).

[تعريف النيجرية]

هم جماعة من الكتاب المسلمين الذين تأثروا بالمناهج الغربية الاستشراقية، وآمنوا بحتمية قوانين الطبيعة رافضين لكل ما هو في الغيب بحجة أنه لا شيء وراء الطبيعة، فأوّلوا الآيات القرآنية وأنكروا الأحاديث الثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

يقول الدكتور فهد الرومي: و (بعد أن) أسست البلاد الإسلامية تحت سيطرة الدول الأوربية التي استغلت خيراتها ونَعِمَت بثرواتها، واستيقظ العالم الإسلامي على أزيز الطائرات ودوي المدافع، وضجيج المصانع فانبهر بتلك الحضارة، وبادر إلى السؤال عن أسبابها، ولم يفت على الاستعمار (والاستشراق) إعداد الجواب لمثل هذا السؤال، فقد أقصى أصحاب الثقافة الدينية عن ميادين الإصلاح، وحصر وظائفه في


(١) ينظر تهذيب الأخلاق لمرتبه ملك فضل الدين: ١/ ٣٣٥، ٣٣٣.
(٢) ينظر المرجع السابق: ١/ ٣٣٦.