للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[(١) المنهج التاريخي]

هو وصف وتسجيل ما مضى من الوقائع التاريخية ثم نقدها نقدا علميا بهدف الحصول على أكبر قدر ممكن من المعارف والعلوم الثابتة في الماضي. ويعرفه الدكتور قنديل محمد قنديل فيقول:

"يوصف هذا المنهج بالاستردادي لأنه يبحث عن الوقائع التاريخية التي وقعت في الماضي وانتهت، والتي لا يمكن للإنسان إعادتها بأشخاصها ودراستها في الحاضر، بل يحاول المرء بالمنهج التاريخي أن يكون لها صورة عقلية قريبة من صورتها الحقيقة التى وقعت عليها وأن تستعيدها في هذه الصورة.

وفي المجال التاريخي في القديم كان يعتمد في اعتماد الأحداث التاريخية على مجرد الرواية دون أن يكون هناك منهج علمي محدد وتنتقد على أساسه الروايات" اهـ (١).

واستمر الحال على ذلك إلى أن وضعت خطوات وأسس في العصر الحديث لنقد الروايات التاريخية، مستمدة من منهج النقد للروايات الحديثية عند علماء الإسلام، ومن تلك الخطوات:

[الخطوة الأولى]

جمع الوثائق المتعلقة بالحدث الذي يراد معرفته وتشتمل الوثائق التى تدل على الحدث التاريخي والتي يمكن التوصل إليها كالآثار والمخطوطات والروايات والنقوش وغير ذلك" اهـ (٢).

وربما تكون هذه الخطوة نظرية لدى المؤرخين أو على الأقل في ٩٩% من القضايا التاريخية، بينما قام المحدثون فعلًا بهذه الخطوة وحتى الآن بعد مرور الزمن


(١) النقد الأعلى للكتاب المقدس لـ د. قنديل محمد قنديل ص: ٤.
(٢) ينظر منهج البحث التاريخي، حسن عثمان ط / ٢ دار المعارف مصر ١٩٦٥ هـ ص: ٨٢.