للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويروى عن علي رضي الله عنه أنه قال: "هذا كتاب الله الصامت وأنا كتاب الله الناطق" اهـ (١) وفي راية: "ذلك القرآن فاستنطقوه، فلن ينطق لكم، (فأنا) أخبركم عنه" اهـ (٢).

[٢ - قولهم إن الأئمة اختصوا بمعرفة القرآن، ولا يشاركهم أحد]

المطلع على روايات هؤلاء القوم يجد اضطرابًا شديدًا يدّعون مرة أن عليًا كان تفسيرا لكتاب الله، وأخرى يدعون بأن الأئمة هم القرآن نفسه. (٣)

وبالجملة إن القيم عندهم أحد الأئمة الاثني عشر لأن القرآن فسِّر لرجل واحد وهو علي رضي الله عنه، وقد انتقل علم القرآن من علي رضي الله عنه إلى سائر الأئمة الاثنى عشر، كل إمام يعهد بهذا العلم إلى من بعده حتى انتهى إلى الإمام الثاني عشر وهو غائب: مفقود عند الاثنى عشرية منذ ما يزيد على أحد عشر قرنًا، ومعدوم عند بعض الفرق منهم، فما دام القيم مفقودًا، فالاحتجاج بالقرآن متوقف، والقرآن لا حجة فيه إنما الحجة في قول الإمام فقط (٤).

٣ - قولهم إن للقرآن ظهرًا وبطنًا:

يروى عن جابر الجعفي قال: "سألت أبًا جعفر عن شيء من تفسير القرآن فأجابني، ثم سألت ثانية فأجابني بجواب آخر فقلت: جُعلت فداك كنتَ أجبت في هذه المسألة بجواب غير هذا قبل اليوم. فقال لي: يا جابر: إن للقرآن بطنا، وللبطن


(١) الفصول المهمة في أصول الأئمة لمحمد بن الحسن الحر العاملي مكتبة بصيرتي، قم ط / ٢ ص: ٢٣٥.
(٢) أصول الكافي للكليني ١/ ٦١.
(٣) ينظر الاحتجاج أحمد بن على أبى طالب الطبرسي تعليق محمد باقر الخراسان مؤسسة الأعلمي، بيروت ١٤٠١ هـ ص: ٣١ - ٣٣.
(٤) ينظر أصول الشيعة لـ د. ناصر القفاري ١/ ١٣٢.