للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[خامسا: منهجهم في استخدام العقل وتعطيله]

قد وردت روايات كثيرة في الكافي في كتاب "العقل والجهل" فيها مدح العقل وذم الجهل، منها: ما روي عن الرضا يقول: "صديق كل امرء عقله وعدوه جهله" اهـ (١).

وأما من ناحية الاستخدام في تلقي الأحكام فالعقل معطل، يقول صاحب التحفة: "وأما (العقل) فهو باطل أيضًا لأن التمسك به إما في الشرعيات أو غيرها، فإن كان في الشرعيات فلا يصح التمسك به عند هذه الفرقة أصلًا، لأنهم منكرون أصل القياس ولا يقولون بحجيته، وأما في غير الشرعيات فيتوقف العقل على تجريده عن شوائب الوهم والإلف والعادة والاحتراز عن الخطأ في الترتيب والفكر في صورة الأشكال، وهذه الأمور لا تحصل إلا بإرشاد إمام، لأن كل فرقة من طوائف بنى آدم يثبتون بعقولهم أشياء وينكرون أشياء أخر، وهم متخالفون فيما بينهم بالأصول والفروع ولا يمكن الترجيح بالعقل فقط" اهـ (٢).

وفي تفسير العياشي ما يدل على أن الدين هو أبعد شيء من عقول الناس.

فيروى عن أبى جعفر قال: "إن للقرآن بطنًا وللبطن بطنًا وظهرًا، وللظهر ظهرًا يا جابر: وليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن" اهـ (٣).


(١) المرجع السابق (كتاب العقل والجهل رقم ٤) ١/ ١١.
(٢) مختصر التحفة الاثنى عشرية للشاه عبد العزيز غلام حكيم الدهلوي اختصره وهذبه السيد محمود شكري الألوسي ص: ٥١.
(٣) تفسير العياشي لمحمد بن سعود العياشي ١٦/ ١١.