إن الحمد لله الذي بفضله ومنّه وكرمه وتوفيقه تتمّ الصالحات والصلاة والسلام على عبده ورسوله الذي أمر أمته بإخلاص النيات وحثهم على إتقان الأعمال.
أما بعد:
فبعد هذه الجولة العلمية الممتعة يمكن الباحث أن يوجز أهم النتائج التي خلصت إليها دراسته في النقاط التالية، وهي في الوقت نفسه تكون إجابة عن الأسئلة التي بدأ بها الباحث بحثه تحديدا للمشكلة المراد دراستها.
[أولا: ما سمات المنهج العقدي السائد قبل الاستشراق في الهند؟]
* دخل الإسلام إلى الهند زمن الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، وأهل الهند لم يعرفوا إلّا القرآن والحديث، ولم يعلموا إلّا ما صح عن الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى مدة ثلاثه القرون المفضلة، وهذا بالطبع هو منهج أهل السنة والجماعة.
* بدأ الانحراف عن المنهج السني في القرن الرابع الهجري، حين تتابعت الفتوحات من جهة إيران وأفغانستان، فدخلت المناهج العديدة إلّا أن الغلبة قد كتبت للمنهج الكلامي المتمثل في الأشعرية الماتريدية الممتزج بالصوفية.
* مع مرور الزمن ازدادت الفتن والأهواء وبلغ الضلال إلى منتهاه عندما ملك البلاد الملك أكبر المغولي الملحد، ولكن في الوقت نفسه كان هذا بداية رجوع الناس نحو المنهج السني الصحيح.
* وفي مثل هذه الآونة الصعبة قيض الله العلماء المخلصين فقاموا بالتجديد، وتلك الجهود الجبارة التي بذلوها شقت الطريق إلى المنهج الصحيح، فبدأ المنهج السني يظهر ويختفي وبجانبه المنهج الكلامي كان سائدا عند عامة المسلمين وعلمائهم، كما أنه لم يخل زمن من وجود الشيعة الاثنى العشرية والإسماعيلية البهرة منذ ظهورهم في الهند.