للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[٥ - اعتقادهم بأن هناك قرآنا نزل فيهم وفي أعدائهم]

جاء في أصول الكافي: "نزل القرآن أثلاثًا: ثلث فينا وفي عدو نا وثلث سنن وأمثال وثلث فرائض وأحكام" اهـ (١). وفي رواية: "نزل القرآن على أربعة أرباع: ربع فينا وربع في عدونا وربع سنن وأمثال وربع في فرائض وأحكام" اهـ (٢).

ولكن الله أبى أن يأتي هؤلاء بكتاب يماثل القرآن في شيء ما، فاتجهوا إلى التأويلات البعيدة وحرفوا القرآن حتى يوافق أطماعهم.

[٦ - تأويلهم وتحريفهم لكل آية من آيات القرآن]

يقول شيخهم الفيض الكاشاني: "وردت الأخبار جملة عن أهل البيت في تأويل كثير من الآيات بهم وبأوليائهم، وبأعدائهم حتى جماعة من أصحابنا صنفوا كتبًا في تأويل القرآن على هذا النحو، جمعوا فيها ما ورد عنهم في تأويل القرآن آية أية، إما بهم أو بشيعتهم أو بعدوهم على ترتيب القرآن، وقد رأيت منها كتابًا كاد يقرب من عشرين ألف بيت، وقد روي في الكافي، وفي تفسير العياشي وفي تفسير علي بن إبراهيم القمي، والتفسير المسموع من أبي محمد الزكي أخبار كثيرة من هذا القبيل" اهـ (٣).

وبهذه القواعد الأساسية لم يعرج القرآن عندهم مقام الاستدلال فحرفوه وهجروه واعتمدوا اعتمادًا على الروايات، وسنري فيما يلي حقيقة الروايات عندهم ومنهجهم في إثباتها والاستدلال بها.


(١) أصول الكافي للكليني (كتاب فضل القرآن باب النوادر رقم ٢): ٢/ ٦٢٧.
(٢) المرجع السابق (كتاب فضل القرآن باب النوادر رقم ٤) ٢/ ٦٢٨.
(٣) تفسير الصافي للفيض الكاشاني، تصحيح حسين الأعلمي، مؤسسة الأعلمي بيروت ١/ ٢٤ - ٢٥.