للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[٢ - تعريف الرسول]

قال الزَّبِيدي: "الإرسال .... التوجيه، وبه فسر إرسال الله عز وجل أنبياءه عليهم السلام كأنه وجَّه إليهم أن أنذروا عبادي .. (والرسول أيضا المرسَل) وقال ابن الأنباري في قول المؤذن "أشهد أن محمدا رسول الله" أعلم وأبين أن محمدا تتابع الأخبار عن الله عز وجل، والرسول معناه في اللغة: الذي يتابع أخبار الذي بعثه، أخذا من قولهم جاءت الإبل رسلا متتابعة" اهـ (١).

فالرسل موَجَّهودن ومرسلون متتابعون، قال تعالى حاكيا قول ملكة سبأ: {وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ} (٢) وقال تعالى: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى} (٣).

الفرق بين النبي والرسول كما ذكر ابن تيمية: النبي هو الذي ينبئه الله وهو ينبئ بما أنبأ الله به فإن أرسل مع ذلك إلى من خالف أمر الله ليبلغه رسالة من الله فهو رسول اهـ (٤) وعلى ذلك كل رسول نبي، وليس كل نبي رسولا.

[٣ - الإيمان بالأنبياء والرسل]

معنى الإيمان بالأنبياء والرسل هو التصديق الجازم بأن الله تعالى بعث في كل أمة رسولا يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له والكفر بما يعبد من دونه وأن جميعهم صادقون مصَدقَّون بارون راشدون، كرام بررة أتقياء أمناء هداة مهتدون، وبالبراهين الظاهرة والآيات القاهرة من ربهم مؤيدون، وأنهم بلّغوا جميع ما أرسلهم الله به، لم يكتموا منه حرفا، ولم يغيروه، ولم يزيدوا فيه من عند أنفسهم حرفا ولم


(١) تاج العروس للسيد محمد مرتضى الزبيدي مطابع دار صادر بيروت ١٣٨٦/ ١٩٦٦: ٧/ ٣٤٤.
(٢) سورة النمل: ٣٥.
(٣) سورة المؤمنون: ٤٤.
(٤) كتاب النبوات لابن تيمية مكتبة الرياض الحديثة ص: ١٧٢، وينظر هذا المعنى نفسه تفسير الآلوسي طبعة المطبعة المنبرية: ١٧/ ١٥٧.