للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إخراج الناس من بدعة التصوف، وإنما استطاع أن يخرج الناس من فلسفة وحدة الوجود إلى نظرية وحدة الشهود فحسب (١).

ثم جاء بعده الشيخ أحمد بن عبد الرحيم المعروف بالشاه ولي الله المحدث الدهلوي (ت- ١١٧٤ هـ) لإكمال هذه المهمة، وهي إرجاع الناس إلى المنهج العقدي السني.

يقول الشيخ إسماعيل السلفي: "كان الشاه ولي الله يحاول توضيح الطريق الوسط مجتنبا الإفراط والتفريط، ويهدف إلى أن يُعلي كلمة الإسلام بدون إثارة الفتن والفوضى وأن يعود الناس إلى التمسك بالكتاب والسنة .... و (كان) يرى إلى إصلاح التصوف وإلى القضاء على الجمود الفقهي، حتى يتمكن الناس من العمل بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وبطريقة أصحابه، ولا شك أن فهم الدين يستأنس بالأئمة المجتهدين، ولكنهم لا يصلون أبدا (٢) إلى منزلة الشارع، بل يبقى الكتاب والسنة المصدر الأصلي للدين، .....

إلى هذا الاقتصاد والتوسط أشار الشاه ولي الله في "حجة الله البالغة" و"المصفى" و"المسوي" و"إزالة الخفاء" من كتبه القيمة الفريدة مما يدل على أن حكيم الأمة كان يرمي إلى ثورة تكون أساسا لإحياء الكتاب والسنة حتى تشرق أرض الهند بنور الله" اهـ (٣).

[العلماء الذين شاركوا في التجديد]

وبالجملة كانت العناصر المهمة لهذه المدرسة التجديدية هم الشيخ أحمد الفاروقي مجدد الألف الثاني، والقاضي ثناء الله الباني بتي، والميرزا مظهر جانجانان،


(١) ينظر حركة الانطلاق الفكري لـ د. مقتدى الأزهري ص: ١٢١، وينظر كيا إقليم هند مين إسلام كي إشاعت صوفياء كي مرهون منت هي لغازي عزير ص: ١٠٧.
(٢) وفي الأصل "قط".
(٣) حركة الانطلاق الفكري لـ د. مقتدى الأزهري ص: ١٩٠.