للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المطلب الثاني: مدى سيادة هذا المنهج بديار الهند]

بعد أن ذكرنا المعالم الرئيسة التي تبين منهج سلف هذه الأمة في تلقي العقيدة يتعين علينا أن نبين إلى أي مدى ساد هذا المنهج ببلاد الهند فكرا عند علماء المسلمين وعامتهم.

[دخول الإسلام إلى الهند]

من المعروف أن الهند دخلها الإسلام من طريقين: طريق التجار والملاحين في الجنوب وطريق الفاتحين في الشمال (١)، ويُذكر أن أول فاتح دخل الهند بالإسلام هو محمد بن القاسم الثقفي في عهد الوليد بن عبد الملك الخليفة الأموي (٢).

ولكن التحقيق العلمي قد أثبت بأن الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين في خلافتي عمر وعثمان رضي الله عنهما قد فتحوا أوائل بلاد الهند كما أشار إليه الإمام ابن كثير رحمه الله، فبعد أن ذكر فتوحات محمد بن القاسم قال: "وقبل ذلك كان الصحابة في زمن عمر وعثمان (رضي الله عنهما) فتحوا غالب النواحي (نواحي الهند) ودخلوا مبانيها، بعد هذه الأقاليم الكبار مثل: الشام، ومصر، والعراق، واليمن،


(١) ينظر آب كوثر لشيخ محمد إكرام ص: ٢٠.
(٢) يقول الدكتور مقتدى حسن الأزهري: "إن الفتح (وفي الأصل الهجوم) الأول للهند قد وقع في سنة ٩٢ هـ، وكان الخليفة إذ ذاك الوليد بن عبد الملك، وكان الحجاج بن يوسف حاكما، ومحمد بن قاسم قائدا للجيوش، وغزوات محمد بن قاسم هذه قد استمرت إلى سنة ٩٥ هـ، وقد وصلت جيوشه من ملتان إلى قِنَّوج. أما الهجوم الثاني فقد كان من السلطان محمود الغزنوي في القرن الرابع الهجري، .... والحكم قد انتقل بعد الغزنويين إلى الغوريين. (حاشية حركة الانطلاق الفكري ص: ١١٢).