للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تمهيد]

المنهج السني هو المنهج الذي بينه الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته عندما سأله أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين أن يصف لهم الفرقة الناجية ومنهجها، فأجابهم إلى ذلك بذكر وصف جامع مانع لمنهجهم، فقال عليه الصلاة والسلام: ". . . . ما أنا عليه اليوم وأصحابي" اهـ (١)

"فهذا هو الميزان الذي توزن به جميع الأقوال والأعمال والاعتقادات وجميع الفرق والمذاهب: "ما أنا عليه اليوم وأصحابي" اهـ، فلا يكفي أحدا من الناس أو فرقة أن تدعي النجاة حتى تعرض نفسها وأقوالها وأعمالها واعتقاداتها على هذا الميزان كما لا يكفي أحدا أن يستدل بالكتاب والسنة حتى يقف على فهم الصحابة رضوان الله عليهم لهذين المصدرين الكتاب والسنة.

فـ "ما أنا عليه اليوم وأصحابي" هو الميزان، وهو -أيضا- المنهاج والطريق الذي يوصل إلى معرفة الكتاب والسنة المعرفة الصحيحة المطابقة لمراد الله ورسوله، ومن ثم يصح الاستدلال بها على المقالة أو المذاهب" اهـ (٢).

هذا وقد سبق أن ذكرنا من تعريف المنهج بأنه عبارة عن مجموعة من القواعد التي تهيمن على سير العقل وتحدد عملياته حتى يصل إلى المعرفة، وقد ذكر العلماء عددا من القواعد التي كان عليها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي تبين منهج أهل السنة والجماعة، وما من قاعدة من هذه القواعد إلا وهي مستفادة من الكتاب والسنة، ففي هذا المبحث سنحاول جمع تلك القواعد مع الإشارة إلى النصوص التي استنبطت منها القاعدة، وإلى ذكر بعض ما تقتضيه كل قاعدة من الأمور اللازمة لها.


(١) سنن الترمذي دار الدعوة استنبول ١٤٠١ هـ - ١٩٨١ م، ٥/ ٢٦، (٢٦٤١) كتاب الإيمان، باب ما جاء في افتراق هذه الأمة، وقال ابن حجر رحمه الله عن هذه اللفظة: "الشواهد لهذا الحديث ترفعه لمرتبة الحسن"، (ينظر كتاب حديث افتراق الأمة لمحمد بن إسماعيل ابن الأمير الصنعاني تحقيق سعد بن عبد الله بن سعد السعدان) والباقي من الحديث صحيح كما أثبته المحقق.
(٢) منهج الاستدلال على مسائل الاعتقاد عند أهل السنة والجماعة لعثمان بن علي حسن ١/ ٨، ٩.