للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال تعالى: {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَامَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (١).

ومن ذلك ما جرى لأصحاب الكهف حيث ضرب الله على آذانهم في الكهف ثلاث مائة سنة وازدادوا تسعا، وحفظ الله أجسادهم تلك الدهور المتطاولة، قال تعالى: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا ..... (إلي أن قال)}: وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا} (٢).

"الطريقة المشهورة عند أهل الكلام والنظر تقرير نبوة الأنبياء بالمعجزات، لكن كثير منهم لا يعرف نبوة الأنبياء إلّا بالمعجزات، وقد روي ذلك بطرق مضطربة، والتزم كثير منهم إنكار خرق العادات لغير الأنبياء حتى أنكروا كرامات الأولياء والسحر ونحو ذلك" اهـ (٣).

[٢ - أقسام الخوارق]

" الخوارق تنقسم إلى ثلاثة أقسام:

أ- قسم المعجزات: يصدر بيد الرسل والأنبياء.

ب- قسم الكرامات: ما يصدر من أولياء الله الذين فيهم الاستقامة.

ج- قسم الاستدراج والأحوال الشيطانية: هي التي تصدر من أولياء الشيطان.

[٣ - الفرق بين الكرامة والاستدراج]

إذا كان الشخص مخالفا للشرع فما يجري له من هذه الأمور ليس كرامة بل هي إما من عمل الشياطين .... بخلاف الكرامة فإنها لا تحصل إلّا بعبادة الله والتقرب إليه ودعائه وحده لا شريك له والتمسك لكتابه واجتناب المحرمات، إنما يجري من الضرب فهو كرامة، وقد اتفق على هذا الفرق جميع العلماء" اهـ (٤).


(١) سورة آل عمران: ٣٧.
(٢) سورة الكهف: ٩ - ٢٥.
(٣) شرح العقيدة الطحاوية لأبي العز ص: ٩٤ - ٩٥.
(٤) تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد لسليمان بن عبد الله آل الشيخ ص: ٣٤٧.