للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن خلال هذا التحليل العلمي تتعين الشبهة، وهي: هل هناك مرحلتان مر بها الإسلام مرحلة الإيمان ومرحلة العقل أو مرحلة القابلية ومرحلة الفعالية؟ .

[تفنيد الشبهات]

الشبهات التي ظهرت في التحليل السابق نتناولها بالرد والتفنيد بالترتيب التالي:

١ - هل عقيدة التوحيد من الأمور التي يأبى قبولها العقل البشري؟

٢ - هل هناك مرحلتان مر بها الإسلام مرحلة الإيمان ومرحلة العقل أو مرحلة القابلية ومرحلة الفاعلية؟ .

[الشبهة الأولى: هل عقيدة التوحيد من الأمور التي يأبى قبولها العقل البشري؟]

الجواب: لا، لأن عقيدة التوحيد هي أبسط عقيدة عرفها التاريخ الإنساني، وأسهل على العقل إدراكها، وقد ثبت ذلك من عدة وجوه:

١ - إن عقيدة التوحيد مما جعل في فطر البشر إدراك معناها قال الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} {أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ) {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (١).

٢ - إن عقيدة التوحيد هي أساس دعوة الأنبياء والرسل قاطبة من لدن آدم عليه السلام إلى خاتم الرسل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ولو لم تكن هي أسهل شيء على عقول البشر لما كلف به جميع الأنبياء للتخاطب لجميع البشر، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} (٢).


(١) سورة الأعراف: ١٧٢ - ١٧٤.
(٢) سورة الأنبياء: ٢٥.