للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واشتهرت باسم جامعة عليكره، وفتحت لها فروع في أنحاء الهند، وكان يشترط أن يكون الإشراف في كل فرع منها بأيدي المستشرقين (١).

[خامسا: موقف الفكر الإسلامي الهندي من الاستشراق]

المتتبع للفكر الإسلامي الهندي ومدارسه يتبين له نماذج ثلاثة:

[النموذج الأول]

استمرار المناهج الثابتة عند المسلمين بالهند بأنواعها الثلاثة: السني متمثلا في أهل الحديث، والكلامي متمثلا في الماتريدية والأشعرية، والشيعي متمثلا في الروافض الاثنا عشرية والإسماعيلية البهرة، وأسست لكل منها مراكز علمية دفاعا عن عقيدتهم وحفاظا على مذهبهم.

فأهل الحديث دفاعا عن منهجهم السني أسسوا مراكز علمية من أشهرها مدرسة دار الحديث الرحمانية بدلهي، والماتريدية الأشعرية دافعوا عن الإسلام عامة وعن منهجهم الماتريدي الأشعري خاصة بفتح مدارس كثيرة ومن أشهرها على الإطلاق مدرسة دار العلوم بديوبند، وأما المنهج الشيعي فقد دافع عنه كل من الفرقتين الاثنا عشرية والإسماعيلية ولهم مدارس ومراكز علمية تختص بهم، ولا يهمنا كثيرا في هذا المكان دفاعهم إذ أن دفاعهم ليس دفاعا عن الإسلام إنما هو حفاظ على عقيدتهم المنحرفة، والذي يهمنا هو جهود جماعة أهل الحديث وجهود الماتريدية الأشعرية فمن كل منهما برز رجال قاوموا الاستشراق مقاومة متميزة، وأبلوا في ذلك بلاء حسنا، فمن أهل الحديث ظهر أمثال: الشيخ سليمان المنصوربورى، والشيخ أبي الوفاء ثناء الله الأمرتسري، والشيخ أبي الكلام آزاد، ومن الماتريدية الأشعرية أمثال: الشيخ محمد قاسم النانوتوي والشيخ محمود الحسن الديوبندي والشيخ رحمة الله الكيرانوي، هؤلاء كلهم استمروا على أساسهم القديم في دفاعهم عن الإسلام.


(١) ينظر إسلام أور مستشرقين لنخبة من العلماء ٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>