للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أولا: ليس في القرآن ما يدل على قضية الجبر والخيار.

ثانيا: الاعتقاد بالقضاء والقدر لم يكن من مسائل الإسلام إنما هو نتيجة بعض الأفكار الفلسفية والاتجاهات السياسية.

ثالثا: اتهام بني أمية بأنهم كانوا جبرية وكانو يحتجون بالقضاء والقدر تبريرا لأعمالهم الشنيعة.

[تفنيد الشبهات]

[الشبهة الأولى: ليس في القرآن ما يدل على قضية الجبر والخيار]

أبسط رد على هذه الفرية الإشارة إلى الآيات الدالة على القضية المذكورة فحسب، ولكن الأمر أضخم من ذلك بكثير إذ أن السيد أنكر القضية من أصلها، ورفض أن تكون من الإسلام مسألة الجبر (١) والخيار التي هي عقيدة القدر.

فللرد على زعم السيد السابق نذكر أولا الآيات التي تصف إرادة الله ثم نذكر ثانيا الآيات التي تصف حرية إرادة الإنسان، ثم نأتي إلى توجيهات سليمة وفق منهج أهل السنة والجماعة.

[الآيات الدالة على إرادة الله المسيطرة على إرادة الإنسان التابعة]

قول الله تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} (٢)


(١) لفظ الجبر فيه إجمال يراد به إكراه الفاعل على الفعل بدون رضاه، كما يقال: إن الأب يجبر المرأة (بنته) على النكاح، والله تعالى أجل وأعظم من أن يكون مجبرا بهذا التفسير، فإنه يخلق للعبد الرضا والاختيار بما يفعله، وليس ذلك جبرا بهذا الاعتبار، ويراد بالجبر خلق ما في النفوس من الاعتقادات والإرادات كقول محمد ابن كعب القُرضي: الجبار الذي جبر العباد على ما أراد وكما في الدعاء المأثور عن علي رضي الله عنه: "جبار القلوب على فطرتها شقيها وسعيدها والجبر ثابت بهذا التفسير (مجموع الفتاوى لابن تيمية ٨/ ١٣١ - ١٣٢).
(٢) سورة الإنسان: ٣٠.