للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن الإيمان بالرسل الإيمان بأن الله تعالى ختم الرسالة بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فلا نبي بعده قال تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} (١).

فهذا ملخص اعتقاد أهل السنة والجماعة تجاه الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، وبعد هذا التأصيل نأتي إلى أقوال المتأثرين بالاستشراق.

[أقوال المتأثرين بالاستشراق]

وهي على ثلاثة أقسام:

[أولا: أقوالهم في حقيقة آدم عليه السلام]

قال سيد أحمد خان عند تفسير الآية: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} (٢).

ليس المراد بلفظة "آدم" ذلك الشخص الذي يسميه عوام الناس ومشايخ المساجد بالأب "آدم" بل المراد به جنس الإنسان.

وقال إقبال: "وكان الهدف من ذكر آدم في التوراة إثبات قدرة النيابة في الإنسان، أما القرآن فقد حذف جميع الأسماء من قصة آدم وحواء والتي قد ذكرت في العهد القديم، لأن لا يكون هناك خطأ في الفهم والنظر إلى الحقيقة المقصودة، ومما لا شك فيه أن اسم آدم لم يحذف من هذه القصة، ولكن ليس المقصود به إشارة إلى شخص معين خلق أبا للبشر، وأسكن في جنات النعيم، وإنما هو تصور عام للحياة البشرية الساذجة، كما أن المراد بالجنة ليست تلك الجنة التي أعدت بصفة لم تدركها الحواس، بل إنما المقصود بها الإشارة إلى بداية الحياة الإنسانية تمهيدا للحياة المدنية والثقافية، وكذلك لا يراد بالهبوط، الهبوط الحسي أو الخلقي إنما يراد به الإشارة إلى


(١) سورة الأحزاب: ٤٠.
(٢) سورة البقرة: ٣٢.