للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن الله عز وجل ذكر في بداية الآية {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} اختلف المفسرون في معنى الوفاة التي ذكرها الله في هذه الآية قال بعضهم: هي وفاة نوم، كأن معنى الكلام إني قابض من الأرض فرافعك إليّ.

وقال الآخرون: هي وفاة موت، معنى ذلك إني متوفيك وفاة موت.

وقال الآخرون: معنى ذلك إذ قال الله يا عيسى إني رافعك إليّ ومطهرك من الذين كفروا ومتوفيك بعد إنزالي إياك إلى الدنيا أي فيه تقديم وتأخير ... (١).

وأولى هذه الأقوال بالصحة قول من قال معنى ذلك إني قابضك من الأرض ورافعك إليّ لتواتر الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك ومن ذلك ما روى أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفس محمد بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الحرب، يقبض المال حتى لا يقبله أحد، حتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها» ثم يقول أبو هريرة واقرؤوا إن شئتم: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} (٢) (٣).

ولأن بقية المعاني تنضم إلى هذا المعنى بحيث إن وفاة نوم ليس بموت والتقديم والتأخير هو تجنب عن الموت عند الرفع، وأما المعنى الثالث: وفاة موت فيمكن أن يؤول أنه مات ثلاث ساعات أو سبع ساعات من النهار كما وردت في ذلك آثار عن السلف (٤).


(١) جامع البيان لابن جرير الطبري: ٣/ ٢٨٩ - ٢٩٠.
(٢) سورة النساء: ١٥٩.
(٣) صحيح البخاري مع الفتح: ٦/ ٤٩٠ - ٤٩١.
(٤) ينظر جامع البيان: ٣/ ٢٩١.