للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شروطًا لقبول السنة لا تنطبق إلا على المتواتر اللفظي، وأما المتواتر المعنوي والآحاد الصحيحة الثابتة التى عليها مدار العقيدة والأحكام فقد ألغاها إلغاءًا تامًا (١).

وقال جراغ على: إن سننه صلى الله عليه وسلم ليست بواجبة الاتباع على الأمة (٢).

نتيجة لهذا الإنكار قد حدث الإنكار الجزئي عند بعض علماء الهند عامة والإنكار الكلى عند الفرقة القرآنية خاصة، سيأتي تفاصيل ذلك في البحث الخاص بالقرآنية (منكري السنة) (٣).

[٤ - إنكار حقيقة عالم الغيب]

حمل النيجريون النصوص الواردة الثابتة الصريحة في عالم الغيب إما على أنها تمثيل أو تصوير ليست لها حقيقة واقعية هذا فيما يتعلق بأحوال يوم القيامة والجنة والنار، وإما على أنها أصول الطبيعة هذا فيما يتعلق بالملائكة والجن والشياطين، وقد سبق القول في هذا بالتفصيل في الفصول الماضية، فقد كان هذا هجومًا على عقيدة الإيمان بالغيب وتأثرًا بالفكر الاستشراقي.

يقول المستشرق جيب مهاجمًا الاتجاه السلفي ومادحا للاتجاه المتأثر بالاستشراق الغربي: "ولكن حرفية هذا الاتجاه ولا سيما فيما يتعلق بأوصاف الجنة والنار، وكذلك الإسهاب في الحديث عن العجائب، يشكل مانعًا لدى الروح التحررية الجديدة" اهـ (٤).


(١) ينظر مقالات سيد أحمد خان: ١/ ٣٣ - ٣٤.
(٢) ينظر أعظم الكلام لجراغ علي: ١/ ٢٠ - ٢١.
(٣) ينظر ص: ٥٧١ في هذا البحث.
(٤) الاتجاهات الحديثة في الإسلام لـ جيب ترجمة هانى الحسيني، منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت ١٩٦٦ م ص: ١٠٤.