للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[معتقدات البريلوية وأفكارها]

إن المتأمل في ما تعتقده البريلوية يجد أن القوم تبنوا جميع ما وجد عند أصحاب الأديان الباطلة من الاعتقادات، وإذا استثنينا عبادة الصليب عند النصارى وعبادة العجل عند اليهود وعبادة الأوثان عند الهنادكة فبقية الاعتقادات قد وجدت عند القوم باسم الإسلام.

يقول إحسان إلهي ظهير: "إن العقائد والمعتقدات التي تميزت بها البريلوية .... في شبه القارة الهندية هي عين تلك الخرافات والعادات والرسوم والتقاليد والأوهام التي انتشرت في البلدان المختلفة في الأوساط الصوفية وبين ضعاف القلوب والعقول والإيمان، والتي انتقلت إلى المسلمين باسم الدين من الوثنيين والنصارى واليهود والمشركين فتوارثها الأجيال بعد أجيال" (١).

ولقد استطاع مؤسس هذه الفرقة أن يكسب ميول جماهير المسلمين إلى عقيدته إذ أنه لم ينكر على منكر يفعلونه أو على معتقد يعتقدونه بل استطاع أن يصبغ كل خرافة وجدت عند المسلمين الجهال بصبغة الإسلام، فكثر أتباعه حتى صارت البريلوية أكبر فرقة منتسبة إلى الإسلام في شبه القارة الهندية، وسمَّت نفسها بأهل السنة والجماعة، وهى أشهر فرقة حاربت السنة باسم السنة وحاربت ما كان عليه الجماعة باسم الجماعة واستند لها بالروايات الواهية الموضوعة وبرهنها ولو بتحريف معاني الآيات وتأويلها، وتغيير مفاهيم السنة وتبديلها.

وأكثر معتقداتها متشابهة بمعتقدات الشيعة، ولعل السبب في ذلك أن المؤسس أحمد رضا خان من أصل شيعي على قول أكثر المحققين، فبحكم الأصل إنه تبَّنى معتقداته الشيعية وروّجها باسم السنة.

كما أشار إلى ذلك الشيخ إحسان إلهي ظهير بقوله: "وربما تشبه عقائدها بالمعتقدات الشيعة وعقائدها وحقيقة إنها أقرب إلى التشيع من مذهب أهل السنة، ولا


(١) البريلوية لإحسان إلهي ٥٥.