للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وشهادة بعضه لبعض بالتحقيق، فإن ذلك لو كان من عند غير الله لاختلفت أحكامه وتناقضت معانيه، وأبان بعضه عن فساد بعض" اهـ (١).

وقال الإمام الشافعي رحمه الله: "لا تخالف سنة لرسول الله كتاب الله بحال" اهـ (٢).

وقال ابن خزيمة رحمه الله لا أعرف أنه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثان بإسنادين صحيحين متضادين فمن كان عنده فليأتني به لأؤلف بينهما" اهـ (٣).

[ثالثا: ظواهر النصوص مفهومة لدى المخاطبين]

قال تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٩٢) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (١٩٣) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (١٩٤) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} (٤)، وصف كلام الله بكونه عربيا، أي يفهمه العرب ومن في حكمهم ممن تعلم لسانهم، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "إنه لا يجوز أن يكون الله أنزل كلاما لا معنى له، ولا يجوز أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم، وجميع الأمة لا يعلمون معناه، كما يقول ذلك من يقوله من المتأخرين، وهذا القول يجب القطع بأنه خطأ .. فإن معنا (٥)


(١) جامع البيان في تأويل القرآن للطبري ٥/ ١٨٢.
(٢) الرسالة للإمام محمد بن إدريس الشافعي تحقيق أحمد محمد شاكر مطبعة مصطفى الحلبي مصر ط / ١, ١٣٥٨ هـ - ١٩٤٠ م، ص: ٥٤٦.
(٣) مقدمة ابن الصلاح في علوم الحديث للحافظ عثمان بن عبد الرحمن المعروف بابن صلاح، دار الكتب العلمية بيروت ١٣٩٨ هـ -١٩٧٨ م، ص: ١٤٣.
(٤) سورة الشعراء: ١٩٥ - ١٩٢.
(٥) في الأصل لفظة "معنى"، وبها لا يستقيم المعنى، فلذلك رأينا تغييره إلى "معنا".