للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تمهيد]

إن أول واجب يؤمر به العبد شهادة أن لا إله إلا الله وهو الإيمان بأن الله عز وجل هو الأحد الصمد في ذاته وأسمائه وصفاته وربوبيته وألوهيته، قال تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} (١)، وذات الله متصفة بصفات الكمال ومنزهة عن صفات النقص، وذاته لا تشبه ذوات المخلوقين، كما أن صفاته لا تشبه صفاتهم، فالله هو الكمال الذي لا كمال بعده، وكل مخلوق لا بد أن يكون فيه نقص في جانب من الجوانب (٢).

وتوحيد الله عز وجل يتضمن ثلاثة أنواع: توحيد الألوهية، توحيد الربوبية، توحيد الأسماء والصفات، وتوحيد الأسماء والصفات سيأتي ذكره في المبحث التالي، وهنا نخص بذكر توحيد الألوهية الذي يتضمن توحيد الربوبية، يقول أبو العز رحمه الله: "توحيد الألوهية الذي بينه القرآن، ودعت إليه الرسل، ونزلت به الكتب، هو توحيد الإلهية المتضمن توحيد الربوبية، وهو عبادة الله وحده لا شريك له" اهـ (٣). يعني إفراد الله تعالى بجميع أنواع العبادة.

وأما توحيد الربوبية فيُعرّف بـ "أنه الإقرار بأن الله وحده الخالق للعالم وهو المدبر، المحي، المميت، وهو الرزاق ذو القوة المتين، والإقرار بهذا النوع مركوز في الفطر لا يكاد ينازع فيه أحد من الأمم كما قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} (٤) وقال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}


(١) سورة الإخلاص ١ - ٤.
(٢) ينظر شرح العقيدة الطحاوية لأبي العز ص: ٢٢ - ٢٣، والعقيدة في الله لـ د. سليمان الأشقر ص: ١٦٩.
(٣) شرح العقيدة الطحاوية لأبي العز ص: ٢٦.
(٤) سورة الزخرف: ٨٧.