للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[القاعدة الخامسة: حجية فهم السلف الصالح (الصحابة) لنصوص الكتاب والسنة]

وقد أسس لهذه القاعدة الإمام ابن القيم رحمه الله بقوله: " (الصحابة) أفقه الأمة، وأبر الأمة قلوبا، وأعمقهم، وأقلهم تكلفا، أصحهم قصودا، وأكملهم فطرة، وأتمهم إدراكا، وأصفاهم أذهانا الذين شاهدوا التنزيل وعرفوا التأويل" اهـ (١).

"وقد سمعوا من النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث الكثيرة، ورأوا منه الأحوال المشاهدة، وعلموا بقلوبهم من مقاصده ودعوته ما يوجب فهم ما أراد بكلامه ما يتعذر على من بعدهم مساواتهم فيه، فليس من سمع وعلم ورأى حال المتكلم كمن كان غائبا لم ير ولم يسمع أو سمع وعلم بواسطة، أو وسائط كثيرة وإذا كان للصحابة من ذلك ما ليس لمن بعدهم كان الرجوع إليهم في ذلك دون غيرهم متعينا قطعا (٢).

ولهذا قال الإمام أحمد (رحمه الله): "أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم" اهـ (٣).

قال الله تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} (٤).


(١) أعلام الموقعين عن رب العالمين لابن القيم ١/ ٧٩.
(٢) المرجع السابق: ١/ ٧٩.
(٣) مختصر الصواعق المرسلة ٢/ ٣٤٦ - ٣٤٥.
(٤) سورة النساء: ١١٥.