للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نجد حديثا واحدًا أو بلغة المؤرخين وثيقة واحدة لدى أربعين أو خمسين، أو أقل أو أكثر من المحدثين" اهـ (١) مثلًا سمع ابن حنبل الموطأ من بضعة عشر رجلًا من حفاظ أصحاب مالك ثم أعاده على الشافعي (٢) وبعبارة المؤرخين قد اجتمع لدى الإمام أحمد بضعة عشر وثيقة لأصل واحد.

[الخطوة الثانية: النقد الخارجي له جانبان]

الجانب الأول:

يتضمن محاولة إعادة الوثائق إلى أصلها إن كان طرأ عليها تغيير بالزيادة والنقص، والتأكد من إصالتها إن لم يطرأ عليها تغيير (٣)، وهذا مستمد من منهج المحدثين حيث كانوا يقومون بمقابلة الروايات والنصوص لمعرفة صدق الراوي من كذبه، وحتى يتبين النص الأصلي، وفي إثبات صحة الأصول قد ينظر المؤرخ إلى نوع الحبر والورق والخط المستعمل في كتابة وثيقة ما، وهذا أيضًا كان معروفًا عند المحدثين، يقول زكريا بن يحي الحلواني: "رأيت أبا داؤد السجستاني قد جعل حديث يعقوب بن كاسب وقايات على ظهور كتبه، فسألت عنه، فقال رأينا في مسنده أحاديث أنكرناها فطالبناه بالأصول، فإذا هي مغيرة بخط طري، كانت مراسيل فأسندها وزاد فيها" اهـ (٤).


(١) منهج النقد عند المحدثين لـ د. محمد مصطفى الأعظمي ص: ٩٦.
(٢) شرح الزرقاني على الموطأ، نشره عبد الحميد حنفي القاهرة ١/ ١.
(٣) النقد الأعلى للكتاب المقدس لـ د. قنديل محمد قنديل ص: ٤.
(٤) ميزان الاعتدال للذهبي تحقيق البجاوي القاهرة، ١٣٨٢ هـ: ٤/ ٤٥١.