للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقد تبين بما تقدم أن الله عز وجل قد أيد رسله وأنبياءه بالأدلة المتنوعة الكثيرة الدالة على صدقهم، ومن هذه الدلائل الكثيرة الآيات والمعجزات التي سبق ذكرها، وأتباع الأنبياء يؤمنون بهذه المعجزات إيمانا جازما، وهو شرط من شروط الإيمان بالرسل، ولكن المنهجية الجديدة المتأثرة بالاستشراق الغربي نظرت إلى المعجزات الحقة نظرة مادية بحتة، فرفضت أن يكون هناك شيء يخرق النظام الطبيعي أو العادة الكونية، فسيرى القارئ في الصفحات التالية شبهة هؤلاء والرد عليها.

[أقوال المتأثرين بالاستشراق]

قال سيد أحمد خان في تفسير الآية: {فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا} (١): "يقول العرب للبلاد الجبلية "الحجر" مثل قولهم عرب الحجر، و "الضرب" معناه الذهاب فمعنى الآية: يا موسى اصعد الجبل مستعينا بعصاك، فتجد وراء (هذا) الجبل اثنتي عشرة عينا" اهـ (٢).

وقال أيضا في تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} (٣): "قد جاء في القرآن ذكر انفلاق البحر لموسى في ثلاث آيات، الأولى: آية في سورة البقرة كما مرت معنا آنفا. والثانية: في سورة الشعراء: قالى تعالى: {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} (٤). والثالثة: في سورة طه: قال تعالى: {فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا ... } (٥).


(١) سورة البقرة: ٦٠
(٢) تفسير القرآن للسيد: ١/ ٩١ - ٩٥.
(٣) سورة البقرة: ٥٠.
(٤) سورة الشعراء: ٦٣.
(٥) سورة طه: ٧٧.