للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقول الحافظ محمد أسلم: "الأحكام الواردة في طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لا تقتصر عليه، ولا تتقيد بمحمد صلى الله عليه وسلم بل تشتمل جميع الخلفاء الذين أتوا بعده، فطاعتهم طاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وطاعة الرسول طاعة الله عز وجل، وإن ما ورد من الأحكام في طاعة الرسول في القرآن فالمراد بها طاعة الإمام، وطاعة مركز الملة" اهـ (١).

ويقول برويز موضحًا معنى مركز الملة: "مركز الملة هي السلطة العليا للدولة الحاكمة وفق القرآن، والمنفذة لأحكام الكتاب المجيد وهي التي تشكلت في عهده عليه الصلاة والسلام ثم في عهد خلفائه على منهاج نبوته، وهذه هي الصورة المقصودة عندنا للإسلام وهو ما نسميه بالحكومة القرآنية أو النظام الإسلامي أو الحكومة الإسلامية أو السلطة المركزية أو مركز الملة" اهـ (٢).

[٣ - نظرية إنكار السنة]

تتلخص في قولهم: "حسبنا كتاب الله" كلمة حق أريد بها الباطل، لأن القرآن في نظرهم تكفل بذكر الأمور الدينية كلها بالشرح والتفصيل فلم تبق للمسلمين حاجة إلى السنة كمصدر للتشريع لأخذ الأحكام منها، يقول عبد الله الجكرالوي: "إن الكتاب المجيد ذكر كل شيء يحتاج إليه في الدين مفصلًا ومشروحًا من كل وجه، فما الداعي إلى الوحي الخفي وما الحاجة إلى السنة؟ " اهـ (٣).

أما الإيمان بالحديث النبوي في نظرهم: هو الإيمان ببيئة خاصة وبزمان معين قد مضى، يقول برويز: "إن الإيمان بالحديث كسند وحجة يجعل من الضرورة الإيمان


(١) مقام حديث غلام أحمد برويز ط/ ٣ مطبعة علمي برنتنك لاهور ١٩٧٦ م ص: ١٤٤.
(٢) قرآني فيصلي لغلام أحمد برويز، ط ٣ مطبعة أشرف لاهور ١٣٧٣ هـ ص: ٢/ ٢٢١.
(٣) ينظر مجلة إشاعة القرآن العدد الثالث عام ١٩٠٢ م ص: ٤١، وإشاعة السنة عام ١٩٠٢ م ١٩/ ٢٨٦، ومجلة إشاعة القرآن ص: ٤ عدد ديسمبر ١٩٢٧ م نقلًا عن القرآنيون لخادم حسين، ص: ٢١٠.