* قد حاول المنهج الجديد بنظرته المادية أن يكون عالم الغيب معترفا به بأي شكل من الأشكال التي يعترف بها المعامل الغربية، حتى ولو أدى ذلك إلى إنكار الحقائق الثابتة عندنا بالكتاب والسنة والإجماع.
* قد أرادوا تضييق الفجوة بين مبادئ الدين عند المسلمين وبين مفهوم الدين عند الغرب، فجاؤوا بتعريفات لمسائل العقيدة توافق ما عند الأعداء، حتى يخف الصدام الواقع بين المبادئ التي عندنا وعندهم.
[خامسا: ما مدى تأثير الاستشراق على تفريق المسلمين؟]
* لما رأت الحكومة البريطانية أن أطماعها قد فشلت في تنصير جميع الشعب الهندي أو تحويلهم إلى الإسلام المصبوغ بالصبغة الغربية، أسرعت في الحصول على أدنى مطلب ولكنه أعلى مقصد في ذاته ألا هو تفريق المسلمين في عقائدهم لتستمر لها السيادة عليهم.
* نشط المستشرقون البارعون للحصول على الغرض المذكور فكتبوا كتابات حول الفرق وشجعوا كل من نادى بحرية الفكر في الدين وفغذوه من منابيع الانحراف القديم مثل الاعتزال والتشيع، فانقسم المسلمون إلى فرق وجماعات.
* إن ترك الجهاد وإنكار السنة قضيتان قد قامتا لخدمة الاستعمار، فكل زعامة نادت بإحدى هاتين القضيتين أو بكلتيهما ساندها الاستعمار، وشجعها الاستشراق.
[سادسا: ما هو النقد البناء لتلك الآثار الاستشراقية في الدراسات العقدية منهجيا وموضوعا؟]
* إن النقد البناء أو التقويم السديد لتلك الآثار يكون بتقرير المنهج السني السليم الذي كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، وذلك يتم في ضوء الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة، ثم بعرض تلك الآثار على هذا الميزان لكي يرجع القول إلى صوابه ويعود الحق إلى نصابه.