في الهند عبر التاريخ منذ أن دخل الإسلام إلى أن جاء الاستعمار، وذكر انحراف المسلمين بعد أن دخل الاستعمار، إلّا أنه خصص فصلا بعنوان "أثر الفكر الغربي في الفرق المنحرفة عن الإسلام" وذكر تحت هذا العنوان: فرق الشيعة، والبهره، والقرآنيين، والقاديانية، ثم ذكر آراء السير سيد حول النبوة والوحي والجهاد والمولاة الشرعية في بضع صفحات بدون أي نقد أو تحليل.
ولا شك أن هذه وتلك دراسات مفيدة في الموضوع، ولكنها لم تسدّ كل الفراغ فلم يذكر المنهج العقدي الذي وضع لدراسة العقيدة بالهند قبل وبعد أن وصلها الاستشراق، ولم نر دراسة مفصلة عن المنهج العقدي للمدارس الإسلامية القديمة كما لم نجد دراسة حديثة تتناول المنهج الاستشراقي ومن سايره من الهنود، وهو الذي ركز عليه الباحث، كما أن الدراسات المشار إليها لم تدرس آثار تطبيق هذا المنهج الجديد على المسائل العقدية ولم تدرس نتائجها دراسة تحليلية ونقدية، ومع هذه الدراسات السابقة، والموضوع -في نظر الباحث- كان بحاجة ماسة إلى رسالة مفصلة مستقلة.
فنهض الباحث ببيان المنهج العقدي عند المتأثرين بالاستشراق مقارنا إياه بما كان المنهج العقدي عند السلف، كما تتبع الآثار التي تركها منهج المتأخرين في الدراسات العقدية، ثم قوَّمها عن طريق النقد العلمي الهادئ، لكي يرد القول إلى صوابه، ويعيد الحق إلى نصابه، ويكمل ما سبق إليه غيره في هذا المجال.
[ثامنا: تحديد المشكلة]
انحصرت مشكلة البحث في الإجابة عن الأسئلة الآتية:
١ - ما سمات المنهج العقدي السائد قبل الاستشراق؟
٢ - ما طبيعة الظاهرة الاستشراقية في الهند من الناحية المنهجية خاصة؟
٣ - ما مدى تأثير الاستشراق في إعطاء سمات جديدة للمنهج العقدي بالهند؟
٤ - ما هي الآثار التي تركها المنهج الجديد على المسائل العقدية؟