للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الحياة البرزخية وما بعدها]

[تعريف البرزخ]

وقال الجوهري: البرزخ الحاجز بين الشيئين، والبرزخ ما بين الدنيا والآخرة من وقت الموت إلى البعث فمن مات فقد دخل البرزخ (١).

وقال القرطبي: روى هناد بن سري قال: "حدثنا محمد بن فضيل، ووكيع عن خطر قال سألت مجاهدًا عن قول الله تعالى: {وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} (٢) قال: هو ما بين الموت والبعث، قيل: للشعبي مات فلان قال: ليس هو في الدنيا ولا في الآخرة هو في برزخ. والبرزخ في كلام العرب الحاجز بين الشيئين ومنه قوله تعالى: {وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا} (٣) أي حاجزًا وكذلك هو في الآية من وقت الموت إلى البعث فمن مات فقد دخل في البرزخ" اهـ (٤).

وقال أبو العز الحنفي: "الحاصل أن الدور ثلاث: دار الدنيا ودار البرزخ، ودار القرار، وقد جعل الله لكل دار أحكامًا تخصها، وركّب هذا الإنسان من بدن ونفس، وجعل أحكام الدنيا على الأبدان، والأرواح تبعًا لها وجعل أحكام البرزخ على الأرواح والأرواح تبعًا لها، فإذا جاء يوم حشر الأجساد، وقام الناس من قبورهم صار الحكم والنعيم والعذاب على الأرواح والأجساد جميعًا، فإذا تأملت هذا المعنى حق التامل ظهر ذلك كون القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار مطابق للعقل وأنه حق لا مرية فيه، وبذلك يتميز المؤمنون بالغيب من غيرهم" اهـ (٥).


(١) الصحاح للجوهري: مادة "ب ر ز".
(٢) سورة المؤمنون: ١٠٠.
(٣) سورة الفرقان: ٥٣.
(٤) التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة لمحمد بن أحمد القرطبي دار الريان القاهرة ط/٨ - ١٩٨٧ م/ ١٤٠٧ هـ ص: ٢٠٠.
(٥) شرح الطحاوية لأبي العز الحنفي ص: ٣٥٥.