للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أقوال المتأثرين بالاستشراق حول ختم الرسالة المحمدية]

قال إقبال: "وإذا نظرنا إلى استعمالات القرآن لكلمة الوحي يتبين لنا أن الوحي هو خاصة الحياة كخواص الحياة الأخرى يمرُّ بمراحل متعددة يتطور ويرتقي وتتغير نوعيته، مثل: أن تخرج شجرة رأسها بكل حرية من تحت الأرض، أو أن ينبعث عضو جديد لحيوان في بيئة جديدة، أو أن يخرج من الإنسان نفسه من أعماق وجوده نور وضياء، فهي أشكال مختلفة للوحي، بدأت تتغير نوعيته بتغيير أصحابه حسب ضرورياتهم ولما كانت البشرية في مراحلها الأولى أو في سنها الطفولي بدأت قوتها النفسية تنمو وتتطور حتى وصلت إلى شكل عبرنا عنه بشعور النبوة" اهـ (١).

ولكن لما تفتحت عيون العقل واستيقظت قوة النقد كان مستفاد الحياة في أن تتوقف القوى الغيبية التي كانت مقيدة للحياة في مراحل رقيها الأولى .... ، فالإنسان يسخر الأشياء التي حوله بالعقل الاستقرائي (العقل الكامل)، والعقل الاستقرائي يحصل للإنسان دفعة واحدة، فإذا حصل له هذا العقل يستحسن أن تسدّ كل الطرق العلمية بكل وجه حتى يصبح العقل الاستقرائي مستحكما .......

وظهور الإسلام هو ظهور العقل الاستقرائي وفي الإسلام قد وصلت النبوة إلى عروجها وكمالها، وأوجبت على نفسها الانتهاء" اهـ (٢).

وقال أيضا: "وإذا أقررنا بختم النبوة كأننا اعتقدنا أنه لا يجوز لأحد أن يدَّعي بأن علمه مرتبط بما هو فوق الفطرة .... فتصور الخاتمية هو قوة نفسية تقضي على ادعاء النبوة، ويفتح طريقا إلى الواردات الباطنية والأحوال الصوفية" اهـ (٣).


(١) تشكيل جديد لإقبال ص: ١٩١ - ١٩٢.
(٢) المرجع السابق ص: ١٩٢ - ١٩٣.
(٣) المرجع السابق ص: ١٩٥.